استمرت قوات الأمن بملاحقة عناصر فاعلة في «خلية الكرك». وأفادت معلومات بمتابعة سلفيين تكفيريين في محافظة الكرك ومناطق واسعة من الأردن، إضافة إلى حملة إلكترونية لملاحقة الناشطين منهم على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت تزداد المظاهر الأمنية في المحافظة، وسط حذر شديد من الأهالي الذين يخشون وجود أعداد أكبر للإرهابيين من تلك الأرقام الرسمية المعلنة. وتعهد الملك عبدالله الثاني ب «الرد بقوة على كل من يعبث أو يحاول العبث بأمن الوطن»، بعد ساعات من انتهاء حملة دهم في بلدة قريفلا شمال محافظة الكرك (118 كيلومتراً جنوبعمان) أسفرت عن مقتل 4 من رجال الأمن وجرح 12 آخرين ومقتل مطلوب واعتقال آخر. وشدد الملك خلال ترؤسه أمس جانباً من جلسة لمجلس الوزراء في «المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات»، على مواصلة العمل بكل زخم وقوة، ومضاعفة الجهود على كل الأصعدة من أجل تحقيق ما فيه مصلحة الأردن، مؤكداً أهمية التعاون بين الحكومة ومجلس النواب، وضرورة دعم الأجهزة الأمنية، لما تقوم به من جهد كبير يفخر به كل الأردنيين. وخلفت صور الملك الأردني خلال متابعته الأحداث الأخيرة في الكرك، مشاعر متناقضة لدى المواطنين، ففيما استخدم البعض أدوات التواصل الاجتماعي للتعبير عن مدى «الطمأنينة» لوجود الملك وإدارته الأزمة، عبّر آخرون عن شعورهم ب «ضخامة» الحدث الذي استدعى تدخل الملك شخصياً. وظهر عبدالله الثاني خلال أحداث قريفلا في مقر إدارة العمليات الأمنية، مرتدياً لباسه العسكري، ومترئساً اجتماع مجلس السياسات ليل الثلثاء- الأربعاء، إضافة الى ترؤسه جلسة لمجلس الوزراء أمس. وجاءت رئاسة عبدالله الثاني الاجتماعات المتلاحقة بعدما تسببت المواجهات مع المسلحين بمقتل 11 عنصراً أمنياً، رافقتها انتقادات شعبية واسعة لأداء الحكومة ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية. وانتهت العملية الأمنية في الكرك في ساعة متأخرة ليل الثلثاء باعتقال ممول «خلية الكرك» والهجوم على مركز أمني ودوريات للشرطة التي تبناها تنظيم «داعش». وأعلن مصدر أمني مسؤول أمس، أن «القوة الأمنية المشتركة أنهت عمليتها في محافظة الكرك» التي أسفرت عن «مقتل أحد الإرهابيين واعتقال آخر، إضافة إلى مقتل أربعة من القوات الأمنية وإصابة 12 آخرين». وأضاف أن «الإرهابي المعتقل اعترف بعلاقته بالخلية الإرهابية التي استهدفت عناصر أمنية ومدنيين في منطقتي القطرانة وقلعة الكرك الأحد، وأنه قام بشراء الأسلحة وتمويل تلك الخلية». وكان الناطق باسم الحكومة محمد المومني أعلن ليل الثلثاء- الأربعاء، أن الأجهزة الأمنية وخلال مرافقتها أحد المطلوبين إلى منزله للكشف على أسلحة، «هرب إلى داخل المنزل وأغلق الباب، ثم صعد إلى سطح المنزل ليبدأ بإطلاق النار تجاه القوة الأمنية، ما تسبب بسقوط 4 شهداء من العناصر الأمنية»، مضيفاً أن ما حصل بعد ذلك في بلدة قريفلا «كان القضاء على الارهابي ثم تمشيط المنطقة». واعترف الوزير الأردني ضمنياً بوجود مكمن مدبر للقوة الأمنية التي رافقت المطلوب إلى منزله، وهو ما أكدته مصادر أمنية ل «الحياة» قبيل تصريحات المومني. وزاد من حجم الأزمة أن الإرهابي تحصن في نقاط استحكام وبدأ بإطلاق النار من سلاح أوتوماتيكي متطور مكّنه من قتل 4 عناصر أمنية وإصابة 11 آخرين. وذكرت معلومات أمنية أن بعض عناصر الخلية الإرهابية، الذين ينتمون الى تنظيم «داعش»، تلقى تدريبات خارج المملكة. وأفادت معلومات محلية بأنهم كانوا يتدربون في منطقة القصر في محافظة الكرك قبل عام تقريباً، فيما دلّت المهارة العالية في التعامل مع السلاح على قدرات قتالية لدى عناصر الخلية.