قتل أربعة رجال أمن وأصيب آخرون بعد تجدد الاشتباكات أمس مع مشتبهين في انتمائهم لتنظيمات إرهابية في منطقة كريفلا من محافظة الكرك (150 كيلومتراً) جنوبالأردن، إثر مداهمات أمنية واسعة شملت مناطق من المحافظة وطاولت محافظاتعمان والزرقاء والسلط ومعان. ولم تفصح الأجهزة الأمنية عن طبيعة العملية في المحافظة، في حين أكدت مصادر أن «مديري الأجهزة الأمنية عقدوا اجتماعاً قرب مكان الاشتباكات»، وسط أنباء عن ارتفاع في أعداد الإصابات في صفوف الأجهزة الأمنية وقوات الدرك، وأخرى عن اعتقال اثنين من المسلحين المتحصنين في أحد المنازل. وأكد شهود ل «الحياة» أن المسلحين تحصنوا في منزل معروف لأهل البلدة، وأنهم يطلقون النار بكثافة، ما تسبب بإصابة عدد من رجال الأمن ومدنيين، في وقت أكدوا أن قوات أمنية خاصة مدربة طوّقت المنزل وتتعامل مع المسلحين، وأن أصوات انفجارات يمكن سماعها في المنطقة. وترأس العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اجتماعاً لمجلس السياسات انعقد مساء أمس في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات. وكان أكد خلال زيارته صباح أمس مديرية الدرك، أن «هذا العمل الإرهابي لن يؤثر في أمن الأردن واستقراره بل يزيده قوة، ولن يستطيع المجرمون العابثون المس به»، لافتاً إلى أن «العالم يعاني كل يوم من الإرهاب، ويخوض معركة مصيرية ضده». جاء ذلك في وقت أكدت مصادر أمنية أردنية أن «العمليات مستمرة إلى حين ضبط كل من له اتصال بخلية الكرك». وكشفت مصادر مقربة من لجان التحقيق في عملية خلية الكرك التي أسفرت عن مقتل 10 وإصابة نحو 30 آخرين الأحد الماضي، أن الأجهزة المعنية «لا تزال تبحث عن صانع المتفجرات في الخلية التي كانت تتمركز في منطقة القطرانة». كما قالت المصادر ل «الحياة» إن أنباء تحدثت عن وجود سيارة مفخخة في المنطقة، من دون الكشف عن المزيد من المعلومات. وأفادت معلومات أن هناك شخصاً معتقلاً مسبقاً لدى الأجهزة الأمنية على صلة بالخلية، وأن عمليات دهم منازل مشتبه في علاقتهم بالخلية لا تزال مستمرة في عدد من مناطق عمان والزرقاء والسلط والزرقاء ومناطق في محافظة الكرك. وتبنى أمس تنظيم «داعش» الهجمات الإرهابية التي وقعت في محافظة الكرك الأردنية الأحد الماضي. وأكد بيان بثته وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم، انتماء منفذي اعتداء الكرك إلى «داعش» وأوردت أسماءهم، وهم محمد يوسف القراونة، وحازم محمد أبو رمان، وعاصم محمد أبو رمان، ومحمد صالح الخطيب، علماً أن هذه الأسماء هي ذاتها التي تداولتها مواقع أردنية ورفضت السلطات تأكيدها. وأوضحت أن أربعة من «جنود دولة الخلافة مزودين أسلحة رشاشة وقنابل يدوية... اشتبكوا مع دورية للأمن... ثم أغاروا على مركز أمني في المدينة... ثم تحصّنوا داخل قلعة الكرك التي كان بداخلها رعايا دول التحالف الصليبي... لتدور مواجهات عنيفة استمرت ساعات». وقللت مصادر أمنية من أهمية البيان، وقالت ل «الحياة» إنه جاء بعد كشف العملية وعناصر الخلية في البلاد، مضيفة أن الخلية كانت تهدف إلى القيام بعمليات تخريبية في مناطق سياحية خلال احتفالات رأس السنة الميلادية. في السياق ذاته، لم ينجح مجلس النواب الأردني في حجب الثقة عن وزير الداخلية سلامة حمّاد في الجلسة السرية التي عقدت صباح أمس، بناء على طلب المجلس. وعلى رغم فتح باب النقاش خلال الجلسة الرقابية، إلا أن المجلس اكتفى بتقديم توصيات للحكومة، متنازلاً عن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة خاصة به.