ركز خبراء وأكاديميون على أهمية إثراء البحث العلمي في تطوير العمل الخيري، وطالبوا بالاستفادة من المؤتمرات والملتقيات التي تتناول العمل الخيري والتطوعي لإثراء البحث العلمي، فضلاً عن تطوير العمل الخيري المؤسسي بما يجعل العمل الخيري شريكاً مؤثراً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبشرية والبيئية. وشددوا على أهمية درس حاجات مؤسسات العمل الخيري بهدف أن تتواكب مع المؤتمرات القادمة، فضلاً عن تخصيص جانب من فعاليات العمل الخيري لعرض أهم المشاريع الاجتماعية الرائدة، والتي ثبت تأثيرها الفعال في المجتمع. وأكد 20 خبيراً شاركوا في ورشة عقدت في جدة لدرس مؤتمرات وندوات العمل الخيري الخليجي تحت تنظيم المركز الدولي للأبحاث والدراسات «مداد» بالتعاون مع مؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية، أهمية تشكيل لجنة للتنسيق بين المسؤولين عن مؤتمرات العمل الخيري في دول الخليج، بحيث تمثل جميع مجالات العمل الخيري في دول الخليج، فضلاً عن وضع خطة إستراتيجية لمؤتمرات العمل الخيري كل خمسة أعوام، والتنسيق بين مؤسسات العمل بدول الخليج في ما يخص إقامة المؤتمرات والملتقيات الخاصة بالعمل الخيري والتطوعي، إلى جانب إصدار دليل إرشادي يبين خطوات ومراحل إقامة فعاليات العمل الخيري. وأبرزت الورشة أهمية الإعلام والإعلان عن فعاليات العمل الخيري بشكل جيد، قبل انعقادها بوقت كافٍ حتى يتسنى لكل الباحثين والمهتمين والمسؤولين عن العمل الخيري المشاركة فيها، فضلاً عن إنشاء قاعدة بيانات تحصر فعاليات العمل الخيري السابقة والحالية. ودعت الورشة لعقد مؤتمرات العمل الخيري سنوياً بانتظام وفي وقت ثابت من كل عام، على أن يعقد مؤتمر سنوي في أحد مجالات العمل الخيري، فضلاً عن توزيع هذه المؤتمرات في نطاق جغرافي متنوع، ودعت الورشة إلى تناول هذه الورش للمحاور التي لم تناقش سابقاً ومن أبرزها التخطيط الإستراتيجي للعمل الخيري، والمشاريع الاجتماعية والتسويق الاجتماعي، واستخدام التقنية في العمل الخيري، ومعايير الجودة ومدى تطبيقها على مؤسسات العمل الخيري الخليجي، وأخلاقيات العمل الخيري، وقيادات العمل الخيري، والتوجه نحو مجالات العمل الخيري الأخرى التي لم تلق الاهتمام المناسب، (مثل: المجالات الصحية والتعليمية والبيئية والثقافية، إضافة إلى الفقر والإسكان الخيري)، فضلاً عن تشجيع البحوث العلمية الجماعية في العمل الخيري، وتوجيه مؤسسات العمل الخيري نحو تمويل المشاريع البحثية في العمل الخيري بالتعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في هذا المجال، وإتاحة النصوص الكاملة للبحوث والدارسات وأوراق العمل. وأوضح المدير العام للمركز الدولي للأبحاث والدراسات «مداد» الدكتور خالد بن عبدالله السريحي أن هذه الورشة تأتي لرصد اللقاءات العلمية المتمثلة في المؤتمرات والندوات، «التي تعد من أهم مصادر المعلومات، ومن أبرز مظاهر الاتصال العلمي بين المتخصصين والباحثين، وتكمن أهميتها في لقاء أهل العلم والتخصص الواحد للتحاور والتشاور وتبادل الآراء والخبرات والمقترحات، مما يثري بدوره الهدف الذي عقدت من أجله». وأشار السريحي إلى أن مشروع «مؤتمرات وندوات العمل الخيري الخليجي 2000- 2008» يتناول ثلاثة محاور، «أولها الفعاليات ودورها في إثراء البحث العلمي ومدى الاستفادة منها في تطوير العمل المؤسسي وتأثيرها في الرأي العام وفي صانعي القرار، وثانيها العمل الخيري الذي أصبح شريكاً مؤثراً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبشرية والبيئية وأصبحت له مؤسسات تعنى بتطويره وتهتم بتحقيق الجودة فيه، وثالثها منطقة الخليج التي لها دور بارز في عقد المؤتمرات عموماً ومؤتمرات العمل الخيري خصوصا،ً كما لها دور فعال في العمل الخيري الإسلامي داخل العالم العربي وخارجه».