قال ديبلوماسيون متابعون لشؤون «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» إن يوكيا أمانو المدير العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة ومقرها فيينا سيفوز بفترة ولاية ثالثة بعد أن اختار أقوى منافسيه عدم الترشح. ويقود أمانو (69 سنة) وهو ديبلوماسي ياباني الوكالة منذ العام 2009. وقال في أيلول (سبتمبر) إنه سيسعى إلى الاستمرار في المنصب، مؤكداً أهمية الاستمرارية في إدارة الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى وقضايا أخرى. وقال ديبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته «لن يكون هناك مرشح آخر». وأضاف أن أمانو يتمتع بدعم كبير. الأمر منتهٍ». وكان من المتوقع أن ينافس أمانو على المنصب الديبلوماسي الأرجنتيني رافاييل غروسي الذي رأس في الفترة الأخيرة «مجموعة الموردين النوويين» وهي هيئة معنية بالرقابة على الصادرات النووية. لكن مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم الترشيحات في نهاية العام يقول ديبلوماسيون إنه اختار ألا يترشح. وقال ديبلوماسي آخر مطلع على الأمر إن الأرجنتين قررت الانتظار حتى نهاية الولاية الثالثة لأمانو في العام 2021 لتقديم مرشحها. ولم يتسن على الفور الاتصال بغروسي للتعليق. وانتخب «مجلس محافظي الوكالة» الذي يضم 35 دولة أمانو للمرة الأولى بدعم من دول غربية تتطلع إلى خلف أكثر مرونة من المصري محمد البرادعي الذي كثيراً ما اصطدم مع مسؤولين أميركيين في شأن إيران. وحصل البرادعي و «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» على جائزة «نوبل» للسلام في 2005 بعد عامين من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في العراق. واتهم مسؤولون من إدارة جورج دبليو بوش في ذلك الوقت البرادعي بأنه متساهل جداً في ما يتعلق بالتعامل مع إيران. وأمانو وهو شخص لا يميل إلى الظهور معروف بتصريحاته المتحفظة، وهو يؤكد باستمرار أن عمل الوكالة فني في تناقض واضح ومتعمد مع أسلوب البرادعي الذي أخذ طابعاً سياسياً. ويقول ديبلوماسيون إنه صنع لنفسه مكانة باعتباره قائداً متمكناً من خلال مواقف مثل كارثة فوكوشيما داتشي النووية في اليابان في 2011 التي مثلت اختباراً صعباً للوكالة المكلفة بالحفاظ على الأمان النووي إلى جانب تشجيع استخدام الطاقة النووية. وأشرف أيضاً على عمليات تفتيش على برنامج إيران النووي وهو دور مستمر بموجب الاتفاق التاريخي مع القوى الكبرى الذي تم التوصل إليه العام الماضي، والذي يقيد نشاطات إيران النووية في مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. ومن المقرر أن يتولى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهمات منصبه الشهر المقبل وهو من أشد منتقدي الاتفاق النووي، كما أن سياساته المستقبلية تجاه إيران غير واضحة وفي ظل هذه المعطيات يرى كثيرون حاجة إلى وجود أياد أمينة. وقال ديبلوماسي من منتقدي أمانو «أمانو لا يولد أي حماس لكن ينظر إليه كشخصية تحافظ على الاستقرار». وتنتهي فترة ولاية أمانو الثانية التي تمتد أربع سنوات في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ومن المقرر أن يجتمع «مجلس المحافظين» خلال العام المقبل لانتخاب المدير الجديد للوكالة.