في الحياة اليومية المعاصرة، يُنظر الى الاتصالات السريعة والسهلة والموثوقة باعتبارها أمراً إعتيادياً ويومياً. وبفضل الشبكات والأقمار الاصطناعية، يجري تبادل كثيف للمعلومات والبيانات بصورة مستمرة. وخلال العقد الماضي، قفزت الإنترنت من الاعتماد على بروتوكول تقليدي في نقل البيانات، الى استعمال «بروتوكول الصوت عبر الإنترنت» («فيوب» VOIP )، ما زاد في سهولة الاتصالات المرئية - المسموعة عبر الويب. وتعاني مناطق كثيرة من غياب البنية التحتية المتطورة في الاتصالات المتطوّرة، ما يعني الحاجة إلى الاعتماد على وسائل بديلة للتواصل. وينطبق ذلك الوصف على الأقاليم النائية جغرافياً ومناطق الصراعات المسلحة، والأقاليم التي تصاب بكارثة طبيعية وغيرها. في تلك الأحوال، تعتبر الاتصالات الفضائية مصدراً مضموناً وآمناً ومنخفضة التكلفة، لتبادل البيانات والمعلومات والمكالمات بأنواعها المختلفة. في المقابل، ينظر كثيرون إلى الاتصالات الفضائية باعتبارها باهظة التكلفة وغير موثوقة. ولكن بعض التقنيات المتقدمة في الاتصالات وشبكاتها، مثل التدفق المتناظر، تعِد بالتغلّب على هذه العقبة. ومثلاً، بات كثير من الأخبار التلفزيونية، مثل تلك التي يبثها المراسلون على الهواء مباشرة من مناطق الحروب أو مواقع الكوارث الطبيعية، سهلة المنال بفضل الاتصالات الفضائية. في هذا السياق، أطلقت شركة «الثريا» الاماراتية للاتصالات الفضائية عبر الأقمار الاصطناعية، بروتوكولاً جديداً لنقل البيانات، حمل اسم «ثريا أي بي» Thuraya IP، كي يستخدم في نقل البيانات، والوصول إلى الانترنت والبث الحي وغيرها. والحق أن هذا البروتوكول كناية عن محطة لشبكة واسعة، تغطي 140 دولة في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأستراليا. كما تتفرّد هذه المحطة الصغيرة الحجم بتقديمها خدمة التدفق المتناظر، ما يعطي المستخدم إمكان التحكّم في موجات تحميل البيانات الى الشبكات (وتنزيل البيانات منها)، بسهولة متناهية. فمثلاً، عند نقل مقاطع فيديو من ساحة حرب، يقتضي الأمر بثاً سريعاً للمشاهد المصورة الى المحطة التلفزيونية، عبر تقنية النطاق العريض. وتصل سرعة نقل البيانات الى 444 كيلوبايت في الثانية. وفي المقابل، لا يحتاج الإتصال من الاستوديو الى المراسل الى نطاق عريض، ما يعني أن يدفع المستخدم تكاليف أقل. وكذلك تتميّز محطة «ثريا أي بي» بأنها تتعامل مع عدد غير محدد من المستخدمين، في الوقت ذاته.