شكل تصويت الكليات الانتخابية في الولاياتالمتحدة أمس، لتثبيت فوز دونالد ترامب بالرئاسة في اقتراع 8 تشرين الثاني (نوفمير) الماضي، محط أنظار معارضيه على أمل حصول مفاجأة تحول دون دخوله البيت الأبيض في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل. تصويت أعضاء الكليات الانتخابية ال 538 الذين يمثلون مختلف الولايات، كان إجراء روتينياً لكنه تحول إلى بارقة أمل في ظل اتهام الاستخبارات الأميركية جهات تابعة إلى الكرملين بقرصنة مواقع إلكترونية تابعة لحملة المرشحة الديموقراطية السابقة هيلاري كلينتون، في محاولة للتأثير في الاقتراع لمصلحة ترامب الذي فاز مبدئياً بأصوات الكليات لكن منافسته تقدمت عليه في حجم التصويت الشعبي الذي لا يشكل أثراً في نتيجة الاقتراع. واتجهت الأنظار إلى تصويت الكليات باعتباره الملاذ الوحيد لمناهضي ترامب، بعدما اتسع نطاق تظاهرات مناهضة له في ولايات عدة، لكن عكس نتائج انتخابات شبه مستحيلة، في ظل حاجة إلى تراجع 37 من كبار ناخبي الحزب الجمهوري عن وعودهم بمنح الرئيس المنتخب أصواتهم، بعدما كسب أصوات 306 من إجمالي الناخبين الكبار في يوم الاقتراع الرئاسي، على رغم تخلفه في التصويت الشعبي بفارق أكثر من 2.5 مليون صوت عن هيلاري كلينتون. أمام هذه الدعوات أعاد الرئيس باراك اوباما التذكير بأن الكليات الانتخابية تشكل تسوية ما بين دعاة الاقتراع الشعبي المباشر للرئيس وانتخابه في الكونغرس. وكرسها دستور عام 1787. ويختلف عدد اعضائها بين الولايات وفق عدد ممثليها في مجلس الشيوخ، لكن معظم الولايات تمنح كل اصوات ناخبيها الكبار للمرشح الرئاسي الفائز بالتصويت الشعبي فيها، باستثناء ماين ونيبراسكا اللتين تعتمدان تصويت اعضاء مجلسيهما المحليين. ويرأس نائب الرئيس الأميركي وهو حالياً جو بايدن اجتماعاً للكونغرس بمجلسيه في 6 كانون الثاني المقبل، ويتلو اسماء الناخبين الكبار الذي صوتوا لترامب وأولئك الممتنعين، لتظهر بذلك نتيجة تصويت الكليات تمهيداً لأداء الرئيس المنتخب القسم بعد اسبوعين من ذلك. وتشهد الجلسة المشتركة تلاوة بايدن. وقبل ساعات من تصويت اعضاء الكليات وهم مندوبون او ناشطون محليون يختارهم الحزبان الجمهوري والديموقراطي، ومعظمهم غير معروف من الرأي العام، اعلن عضو واحد هو كريستوفر سوبران من ولاية تكساس انه سيلتزم «الدعوة إلى العصيان» على ترامب ووصفه بأنه «يثبت يومياً أنه لا يملك المواصفات المطلوبة لتولي منصب الرئيس». وكشف لي غرين، وهو عضو جمهوري آخر في الكتلة من ولاية نورث كارولاينا، تلقي ناخبين كبار في حزبه آلاف رسائل البريد والاتصالات الهاتفية تطالبهم بالتراجع عن تأييد ترامب، ووصفها بأنها «محزنة كونها تعكس تأثر مرسليها بحرب دعائية تركز على ان البلاد باتت تخضع لسلطة قوى حاقدة وشريرة». اما وريت يرغر، الممثل الجمهوري لولاية ميسيسيبي، فأكد انه حذف كل رسائل البريد المعادية لترامب». وكان لافتاً تلقي شارلي باكلز، عضو الكتلة الناخبة الجمهوري عن ولاية لويزيانا، بريداً عبر شركة «فيديكس» احتوى وثيقة من 50 صفحة فند فيها مرسلها الأدلة حول قرصنة روسيا الانتخابات». في غضون ذلك، اختار ترامب رجل الأعمال النيويوركي فنسنت فيولا الذي يملك فريق «فلوريدا بانترز» لرياضة الهوكي على الجليد، وزيراً للجيش في إدارته.