يبدو أن أولياء أمور طلاب إحدى المدارس الابتدائية الواقعة في قرية تبعد نحو 25 كيلو متراً عن محافظة العلا ألفوا ضرب المعلمين، فمنذ خمس سنوات لا يكاد يمر عام دراسي من دون أن يُضرب أحد حاملي رسالة التعليم! واقتحم أحد أولياء الأمور صباح أمس (الثلثاء) فصلاً لطلاب الصف الثالث، ليصب جام غضبه على معلم لم يمض على انضمامه للمدرسة سوى ثلاثة أسابيع. وتلقى المعلم ركلات ولكمات عدة بعد أن حُشِر في أحد أركان الفصل، ونال «علقة» ساخنة، تركت آثاراً على مناطق متفرقة من جسده. وقال المعلم المعتدى عليه فيصل الثبيتي ل «الحياة»: «أخذني المعتدي على حين غرّة، إذ اقتحم الفصل الدراسي أثناء انشغالي بشرح الدرس لطلابي، واعتدى عليّ بالضرب والرفس، أمام مرأى ومسمع الطلاب الذين أصيبوا بهلع». وتابع (متحسراً): «إن كنت لا أستطيع أن آمن على نفسي إبان عملي داخل منشأة حكومية، فأين بإمكاني أن أنعم بالأمان؟ خصوصاً أن المعتدي هددني بالقتل عند مخرج القرية بعدما تدخل عدد من المدرسين لإنقاذي من براثنه». وقال معلم آخر في المدرسة ذاتها ل«الحياة»: «هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على أحد معلمي مدرستنا، إذ اعتدنا أن يهجم بعض أعيان القرية على مقر المدرسة ليضربوا معلماً كل عام». وأكد مصدر أمني أن الجهات الأمنية تلقت بلاغاً عن الحادثة، خفّت على إثره إلى موقع المدرسة، واحتجزت المعتدي الذي لا يزال موقوفاً في «شرطة العلا»، حتى تستكمل بحقه الإجراءات النظامية.