لا لن أصرف وقتي معك. لن أهدره! لن أتصرف في أية دقيقة، دقائقي اليوم ثمينة، فهل تعيش الثواني أنت، بعدما تعودنا على أن نهدر العمر ونصرف سويعاته وأيامه ولياليه على اللاشيء؟! ماذا نفعل أنا وأنت؟ أجبني: ماذا نفعل؟ ولا تظن كلامي عن العمل، إعمل لا تعمل، بطالة أم تقاعد، مواضيع عائدة إليك. يبقى سؤالي تحديداً ماذا نفعل تجاه بعضنا، وتجاه البشرية وتجاه الأرض والسماء وغيومها؟ ماذا نفعل من أجل الحب؟ وكيف نحب؟ حب الطبيعة وحب الشبعى وحب الجياع وحب الحبيب وحب الناس، ونحن ما عاد عندنا من اهتمام سوى كلام الناس وكلام الجرائد وكلام التلفزيونات، كلام في كلام. المشكلة هي أنه حينما نتكلم مرة أخرى تضيع الكلمات. لا نجيد صنعها ولا اختيارها ولا بثها ولا لحنها في أذن من نحب، لأننا لم نعد نعرف للرقي معنى، ولقصص الحب صياغة، قصص الحب التي عادة ما تبدأ سعيدة وتنتهي بلقاء دموع وفراق دموع. وحدها قصص الهوى في الكتب نهايتها حلوة وعذبة، فلا تصدق الروائيين ولا الشعراء ولا الرومانسيين ولا المسلسلات التركية. لا تصدق الأغاني، ما أسخف هذه الأغاني، لم يعد فيها حنين ولا أنين ولا أشواق ولا لهفة. من حولك يأخذ منك فمن سيعطيك؟ من سيربت على كتفك؟ ومن سيمسح دمعتك؟ ومن سيسألك هل أنت حقاً سعيد لتشتاق إلى سؤاله؟ من سيحضنك بحنانه ومن سيؤويك لتذكر لياليه؟ ستجيبني من عنده حاجة! إذن ماذا لو ما كان ما عندك. ألا تلزم؟ فافهم ما أقول وضعه حلقاً في أذنك، نعم حلقاً على الموضة، فالرجال مثل النساء في هذه الأيام يخرمون أذانهم ليصمونها عن أي نداء. لا تنادي! أخرم. هم يخرمون حواجبهم أيضاً وبطونهم وأياديهم ولا أيادي تمتد نحوك، فهل تظنني متشائمة؟ لا غلطان يا عمري، لم تحزر، بل إني في منتهى التفاؤل، لأن التفاؤل لا يعني العيش في الكذبة، هو أن ترى الحقيقة وتقول الحقيقة فتجد حينئذ وتقابل وتلمس كل ما هو حقيقي. والحقيقة هي أن لا أحد يحبني ولا أحد يحبك. أتدري لماذا؟ لا، ليس لأنهم سيئون كما نظن، بل لأننا السيئون، نحن لا نحب، ولذا لا أحد يحبنا، فمن يحب حقاً سيحب رغماً عن الجميع ورغماً عن أنفه أيضاً. من هو حقيقي سيجد أناساً حقيقيين على رغم الناس الفالصو والبضاعة الفالصو ولو صنعت في الصين، ومع احترامي الشديد للمليارات الأربعة وإنجازاتهم العظيمة، إلا أن المقلد يظل مقلداً لا يعيش، والأصلي يثمر ويدوم. متى قل لي متى نعود أصليين وحقيقيين نحب بصدق ونعطي بكرم ونعاشر بسمو؟ متى سنحب حتى يحبونا؟ أجب بما شئت. أما أنا فقد اتخذت قرار الصدق، أنا مصممة اليوم أن أعيش الحياة بشفافية ووضوح وأكون جزءاً لا يتجزأ من هذا العالم العميق والجميل. نعم كن جميلاً ترى الحياة جميلة. خلف الزاوية يا من وضعت عبير الحب في قلمي لكي تفوح حروف الشعر في القمم دوماَ سأذكر ما قدمت من فرح وسوف أمسح كم سببت من ألم [email protected]