أعلنت السلطات المصرية أن المتهمين الموقوفين في واقعة تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة الأحد الماضي «تلقوا دروساً في أفكار تكفيرية، منها استباحة دماء المسيحيين»، فيما تعهد الجيش الانتهاء من ترميم الكنيسة خلال 15 يوماً. وفجر انتحاري صحن الكنيسة، فقتل وجرح أكثر 75 مصلياً. واتهمت السلطات جماعة «الإخوان» بالتنسيق مع الفرع المصري لتنظيم «داعش» في تخطيط الهجوم الذي نفذه شاب انتحاري تسلل إلى الكنيسة خلال قداس الأحد. وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا مع أربعة متهمين محبوسين احتياطياً، أنهم «يعتنقون الأفكار التكفيرية القائمة على تكفير الحاكم وأفراد القوات المسلحة والشرطة، واستباحة دمائهم ودماء المواطنين المسيحيين واستهداف دور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم». وقررت تمديد حبسهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات. وقالت تحريات جهاز الأمن الوطني إن «المتهمين تلقوا دروساً وعقدوا لقاءات تنظيمية لتدارس الأفكار التكفيرية وتثبيت وترسيخ مفاهيم الجماعات التكفيرية والجهادية لديهم، خصوصاً الأفكار المعادية للمواطنين المسيحيين وعمليات استهدافهم». وأسندت النيابة إلى الموقوفين الأربعة اتهامات «الانضمام إلى جماعة أُسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي». وأشارت إلى أن المجموعة «تدعو إلى تكفير الحاكم وتفتي بشرعية الخروج عليه والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما، واستباحة دماء المواطنين المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة بغرض إسقاط الدولة والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر». وتضمنت الاتهامات «حيازة مفرقعات والاشتراك في واقعة استهداف الكنيسة البطرسية والاشتراك من طريق الاتفاق والتحريض والمساعدة في ارتكاب جرائم القتل العمد والشروع فيه التي وقعت من جراء تفجير الكنيسة وتخريبها وإتلاف محتوياتها». وأمرت نيابة أمن الدولة العليا بضبط عدد من المتهمين كشفت التحقيقات والتحريات «اشتراكهم في ارتكاب الجرائم موضوع الاتهام». وتسلمت نيابة أمن الدولة العليا من نيابة غرب القاهرة الكلية ملف سؤال 49 جريحاً في التفجير وشهود الواقعة. ومن المقرر أن يصطحب فريق من النيابة المتهمين إلى الكنيسة لإجراء معاينة تصويرية والوقوف على كيفية الإعداد والتخطيط لعملية استهدافها، والدور الذي اضطلع به كل منهم. وقال رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء كامل الوزير خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي مشاريع طرق أمس، إن «السقف الخشبي للكنيسة قلل من حجم الخسائر، إذ سمح تحركه بتفريغ طاقة كبيرة ناتجة عن التفجير»، لافتاً إلى أن «السقف لو كان خرسانياً لكان من المحتمل انهيار المبنى بالكامل من جراء الموجة الانفجارية». وطالب السيسي بالانتهاء سريعاً من ترميم مبنى الكنيسة قبل احتفالات الأقباط بعيد الميلاد في 7 كانون الثاني (يناير) المقبل، فأكد الوزير أن الهيئة الهندسية في الجيش «ستنتهي من المهمة خلال 15 يوماً». وزار بطريرك الأقباط البابا تواضروس الثاني ورئيس البرلمان علي عبدالعال ووزير الصحة أحمد عماد الدين جرحى الهجوم، فيما زار السفير السعودي في القاهرة أحمد قطان، الكاتدرائية لنقل تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى البطريرك. وقال قطان إنه شدد خلال اللقاء على «استنكار السعودية وإدانتها هذا العمل الإرهابي الجبان»، مؤكداً «وقوف المملكة مع مصر وشعبها الشقيق ضد كل من يحاول النيل من أمنها واستقرارها». إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية إنها أوقفت في المنوفية ثمانية من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين»، بينهم 4 نساء، من «أعضاء في اللجنة الإعلامية للتنظيم». وأوضحت أن «الموقوفين عملوا على تحريض المواطنين على العنف، وعُثر في حوزة أحدهم على شريحة تخزين تحتوي رسالة من مرشد الإخوان محمد بديع» المسجون، تؤكد «ضرورة استمرار العمل الثوري وتفعيله»، استعداداً لذكرى الثورة في 25 الشهر المقبل، وملفاً يتضمن «اقتراحات للتصعيد والحشد».