ما زالت اعترافات زعيم «دولة العراق الاسلامية» ابو عمر البغدادي قبل أيام عن تورط اعضاء من «الحزب الاسلامي» بالتنسيق بين تنظيم «القاعدة» و «حزب البعث» تثير تداعيات متصاعدة في الوسط السياسي، واعتبر «الائتلاف العراقي الموحد» تلك الاعترافات بأنها «خطيرة»، فيما كشف مصدر أمني أن البغدادي كان يشغل منصب عضو في المجلس البلدي لناحية بهرز التابعة لمحافظة ديالى، وأعلن المحامي طارق حرب ان زوجة البغدادي ناشدته الدفاع عن زوجها. وأكد حرب في اتصال مع «الحياة» انه لن يوافق على الدفاع عن زعيم «دولة العراق الاسلامية» امام القضاء العراقي اذا كانت هناك ادلة قطعية لإدانته في التهم الموجهة اليه. وأوضح حرب ان زوجة البغدادي اتصلت به هاتفياً 5 مرات، ثم زارته في مكتبه وطلبت منه ان يكون محامي الدفاع عن زوجها امام المحاكم الجنائية، مشيرا الى انه بانتظار نتائج التحقيق، وانه لن يستطيع الدفاع عن البغدادي في حال اظهرت نتائج التحقيق ادانته. واضاف «لن اجازف بسمعتي المهنية في قضية خاسرة لا امل فيها. وسأنتظر اكتمال التحقيق لاتخاذ قراري». في غضون ذلك، استمرت تداعيات الاعترافات التي أدلى بها البغدادي، خصوصاً العلاقة بين تنظيمه و «حزب البعث» و «الحزب الاسلامي» برئاسة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي. وذكر القيادي في «حزب الدعوة» النائب علي الاديب في تصريحات صحافية امس ان «الائتلاف العراقي الموحد سيأخذ اعترافات البغدادي على محمل الجد»، لافتاً الى ان «اعترافاته قد تؤول الى تغيير في (مواقف) الاطراف السياسية اذا ما ثبت تورط اطراف في عمليات ارهابية داخل البلاد». واعتبر القيادي في «الحزب الاسلامي» عبدالكريم السامرائي تلك الاتهامات بأنها «مفبركة ووظّفت سياسياً»، وأضاف «سنسلك كل الإجراءات القانونية في سبيل الحد من ظاهرة استخدام الاعترافات التي جاءت بظروف غامضة لأغراض سياسية ولأهداف غير واضحة». ويأتي تصريح السامرائي بعد السجال بين «الحزب الاسلامي» وقيادة عمليات بغداد، إذ اصدر «الاسلامي» بياناً الاثنين الماضي شن فيه هجوماً عنيفاً على الناطق باسم قيادة عمليات بغداد واصفاً بث اعترافات البغدادي ب «محاولة يائسة وبائسة للفت أنظار الشارع العراقي». وكان البرلمان العراقي استدعى اللواء عطا قبل يومين لتوضيح ملابسات اعترافات البغدادي وصدقيتها، وذكر عطا ان «الحزب الاسلامي» تراجع عن ادانته له. لكن النائب عن «الحزب الاسلامي» عمر عبدالستار نفى اصدار الحزب أي بيان آخر حول قضية البغدادي او الاعتذار للناطق باسم عمليات بغداد. واضاف ان «اللقاء الذي تم بين عطا والنائب عبدالكريم السامرائي تم فيه توضيح بعض الحقائق والامور ووجهات النظر لكنه لا يستلزم الغاء ما جاء في البيان الذي اصدره الحزب». وكانت قيادة عمليات بغداد أعربت في بيان لها عن استغرابها من بيان «الحزب الاسلامي» الذي تضمن «اتهامات وتهديدات خطيرة» موجهة الى اللواء عطا على خلفية اعترافات البغدادي التي تضمنت علاقته ب «الحزب الاسلامي». وفي تطور لافت أعلن قائد شرطة محافظة ديالى اللواء الركن عبدالحسين الشمري في تصريحات صحافية أن «البغدادي، واسمه الحقيقي احمد الاحمدي، شغل منصب عضو في المجلس البلدي لناحية بهرز التابعة لمحافظة ديالى، سنة 2005». وأضاف أن «قواتنا قدمت معلومات استخباراتية دقيقة عن تحركات البغدادي للاجهزة الامنية في بغداد ما اسهم في القبض عليه».