انضم رئيس «المجلس الإسلامي الأعلى» عمار الحكيم الى مبادرة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي الداعية إلى مصالحة تشمل كل الأطراف و»تكون معياراً لتشكيل الحكومة»، فيما أعرب رئيس الوزراء نوري المالكي أمام وفد من الكونغرس الأميركي عن تفاؤله بقرب تشكيل الحكومة. وكان زعيم القائمة «العراقية» أنهى زيارة للسعودية التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وأطلعه على مبادرة «واسعة للمصالحة الوطنية لا تستثني اي طرف عراقي وتشمل البعثيين والمسلحين وتكون ارضية لتشكيل حكومة جديدة وإنقاذ العراق من مأزقه»، على ما قال القيادي في «العراقية» النائب جمال البطيخ. إلى ذلك، اكدت مصادر مطلعة على المبادرة ل «الحياة» ان الحكيم الذي التقى أمس رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيبدأ جولة عربية تشمل مصر والسعودية. وأنه سيبلغ القادة العرب والأتراك دعمه المبادرة التي تتبناها كتلة علاوي. وأكد بيان ل «المجلس الأعلى» أمس ان الزيارة جاءت «تلبية لدعوة من أنقرة وهي جزء من جولة اقليمية ستشمل مصر والسعودية». وقالت المصادر ان «الحكيم سيطالب الجامعة العربية بتبني المبادرة وأن لا تحفظ لديه عن أي جهة شرط أن لا تكون مشاركة في سفك الدم العراقي». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اعلن دعمه طي صفحة الماضي ومصالحة تشمل «من اساء». وبدت الأجواء في العراق أقل توتراً، والأطراف أكثر تقبلاً لحلول وضمانات متبادلة لتشكيل الحكومة. وقال المالكي خلال استقباله وفداً من الكونغرس الأميركي امس:»لقد قطعنا مشواراً جيداً في طريق تشكيل الحكومة، وهو أمر مهم ليس للعراق وحده إنما لعموم المنطقة، والمطلوب اليوم حكومة شراكة وطنية تضم كل المكونات، ونأمل بأن ننتهي من ذلك قريباً والذهاب إلى مجلس النواب». وأضاف، على ما جاء في بيان لمكتبه ان «توجهاتنا أن تكون الحكومة شاملة كل الأطراف، وهذا الأمر فيه صعوبات، لكن المهم أن تتشكل الحكومة على أسس صحيحة أفضل من أن يتم ذلك بسرعة، وأعتقد (بأننا) الآن في نهاية المشوار وستكون لدينا حكومة شراكة قوية، ستنعكس على البرلمان بشكل إيجابي لأن البرلمان السابق لم يكن موفقاً في إنجاز أعماله بشكل كامل». ودعا ائتلاف المالكي قادة «العراقية» الى مفاوضات من «دون شروط مسبقة وبقلب مفتوح» للاتفاق على تشكيل حكومة «الشراكة والوطنية» وأعرب عن استعداده «للتفاوض على كل المطالب ما لم تخالف الدستور». وقال القيادي في «دولة القانون» المقرب من المالكي علي الأديب ان كتلته دعت قادة القائمة «العراقية» الى المفاوضات، لكنها لم تتلق رداً نهائياً «على رغم الحاجة الملحة الى تكثيف اللقاءات التي من شانها انهاء الأزمة الراهنة ووضع حد للفراغ الدستوري القائم». وأوضح في تصريح الى «الحياة» ان «التحالف الذي يضم ائتلافي دولة القانون والوطني مستعد للتفاوض على كل المطالب اذا كانت لم تكن مخالفة للدستور ولا مانع لدينا من تولي اياد علاوي منصب رئاسة الجمهورية». وزاد»لكن ائتلاف الكتل الكردية الذي دخلنا في محادثات معمقة معه لتشكيل الحكومة طالب بمنصب رئاسة الجمهورية، لذا على «العراقية» ان تدخل في مفاوضات مع الأكراد للحصول على هذا المنصب او اختيار المنصب الرئاسي الآخر وهو رئاسة البرلمان». من جهة أخرى، واصلت الجبهة المناوئة للمالكي (تيارا علاوي والحكيم) جهودها لإعلان تكتل مضاد. وأبلغ القيادي في «العراقية « شاكر كتاب إلى «الحياة» ان «محادثات الكتلة مع المجلس الأعلى وحزب الفضيلة وصلت الى وضع اللمسات الأخيرة على تشكيل تحالف مع اطراف اخرى مثل تحالف الوسط (يضم ائتلاف وحدة العراق وجبهة التوافق ) ونواب مستقلين». وفي حال اعلان هذا التحالف سيكون لديه 127 نائباً ، فيما يضم تحالف المالكي وتيار الصدر 133 نائباً، ما يؤكد حاجة التحالفين الى النواب الأكراد لترجيح كفة على أخرى.