اعتادت الأسر الخليجية مطلع فصل الشتاء استبدال قوائم الطعام اليومية في سفرتها بقوائم جديدة تحوي أطعمة تساعد في الشعور بالدفء، فما أن تبدأ نشرات الأرصاد الجوية بالكشف عن المنخفضات الجوية بطقسها البارد، في الدول الخليجية، حتى تبدأ باستنفار طاقتها، للخروج بمائدة غذائية دافئة، مستبعدة ما اعتادت على طهيه طوال أشهر السنة. نفذت ربات المنازل تحديثاً سريعاً في قوائم حاجات الأسرة، خلال الشهر الجاري، وذلك بعد تغيير قائمة طعامها، ومشروباتهم اليومية مع دخول فصل الشتاء، إذ تحرص ربات المنازل على تزويد أفراد أسرهم، بالطاقة والدفء الضروريين في أيام الشتاء الباردة، إضافة إلى إحياء التقاليد الشتوية القديمة، المتمثلة بالأكلات الشعبية الدافئة، فيما تصدرت «المأكولات الشتوية» قائمة العروض، لدى «المستثمرات من المنازل» والأسر المنتجة، إضافة إلى محال الأغذية والحلويات، التي شهدت إقبالاً كبيراً خلال الأيام الماضية. وتحوي الأكلات الشتوية في سعرات حرارية عالية، وبشعبية واسعة لدى الأوساط الخليجية، ومنها «الحنيني، القسد، العصيدة، الكستناء، المصابيب»، وعلى رغم التحذيرات المتكررة من أخصائيي التغذية بعدم الإكثار منها، كونها تحوي كميات كبيرة من الدهون، والسكريات المضرة بالجسم، إلا أنها لا تزال حاضرة على المائدة اليومية خلال فصل الشتاء، بشكل شبه يومي لدى معظم الأسر. أكد أخصائي التغذية العلاجية الدكتور محمد الصقر احتواء المأكولات الشعبية الشتوية، كميات كبيرة من السعرات الحرارية الضارة بالجسم وقال ل«الحياة»: «تحرص بعض الأسر الخليجية، على تناول أطعمة للتدفئة، خلال فصل الشتاء، مثل عصيدة التمر والسكر أو الحنيني الأكلة النجدية الأشهر، إلا أن معظم هذه المأكولات غنية بالدهون المشبعة والسكريات، والدقيق والكثير من المواد السكرية، التي من شأنها رفع سكر الدم، إضافة إلى زيادة الوزن، كونها عالية بالدهون المشبعة التي تسبب الكولسترول». وأضاف: «إذا تم تناول هذه المأكولات بشكل بسيط ومعدلات قليلة، وليس بشكل يومي فهي لا تشكل ضرر كبير، لكن لا ينصح بالإكثار منها وخصوصاً للأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة، إذ تشعر هذه الأطعمة متناولها بالدفء، لأنها غنية بالدهون التي تزيد حرارة الجسم أثناء محاولته كسر مكونات الوجبة الدهنية». وعن مشروب التدفئة الأشهر والأهم في فصل الشتاء لدى الأسر الخليجية، والذي نسبت له عدد من المضار الصحية «الزنجبيل» بدد الصقر ما تم تداوله، حول كونه مشروباً «سمياً» ضاراً بالجسم، مؤكداً أنه مشروب مهم جداً للتدفئة، وقال: «إن الزنجبيل من المشروبات الجيدة التي تساعد في تدفئة الجسم ورفع حرارته، كما أنه مفيد في تخفف الكولسترول وتقليل ضغط الدم، لكن لا يفضل الإكثار منه حتى لا يتسبب في حرقة الصدر أو الغثيان، كما يجب على متناولي علاجات الضغط الابتعاد عن شربه، إضافة إلى عدم الإكثار من شربه في حال تحليته بالسكر أو العسل، كي لا تضاف إلى الجسم كمية سكريات ليس في حاجة إليها، أو استبدالها بمحليات أخرى». وأوضح أنه خلال بداية فصل الشتاء واتجاه الأجواء نحو البرودة، يجب رفع مستوى المناعة بالجسم بشرب مشروبات الخضار الورقية، وأكل حبة فاكهة يومياً، إضافة إلى أخذ مكمل الزنك بمعدل 5 مل غرام يومياً، لمدة أسبوع لتقوية الجهاز المناعي بالجسم، والحرص على النوم الذي يعطي الجسم الراحة ويرفع مناعته.