أكد المدير التجاري للخطوط الجوية البريطانية في منطقة الشرق الأوسط باولو دي رينزيس أن الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت بشكل مباشر في جميع شركات الطيران وأسهمت في تسجيلها خسائر كبيرة جداً. مشيراً إلى أن بركان آيسلندا تسبب في إلحاق خسائر بشركات الطيران، ولكن من المتوقع تعويضها بنهاية العام الحاليوأكد رينزيس في حوار مع «الحياة» أهمية السوق السعودية في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة إلى الخطوط البريطانية والعالمية، وقال: «عودة الخطوط البريطانية إلى السوق السعودية كانت بسبب أن المملكة تمثل عنصراً رئيسياً في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن إيقاف رحلاتها من السعودية وإليها العام 2005 كان لأسباب تجارية. واستبعد عقد تحالف بين الخطوط الجوية البريطانية ونظيرتها السعودية وقال: «في الوقت الراهن لا توجد أي خطط للتحالف مع الخطوط السعودية». واعتبر مدير الخطوط الجوية البريطانية في الشرق الأوسط أن ارتفاع أسعار النفط يمثل مشكلة كبيرة لجميع شركات الطيران، وقال إن أسعار النفط تمثل أعلى فاتورة في التكاليف، ومع استمرار ارتفاع أسعار النفط نتطلع إلى خفض تكاليف أخرى تمكننا من متابعة ربحيتنا. وهنا نص الحوار: ما الأسباب التي دفعت الخطوط البريطانية إلى إيقاف رحلاتها من السعودية وإليها؟ وما أسباب استئنافها؟ - السعودية واحدة من أكثر الأسواق التي تحظى باهتمام بالغ من مسؤولي الخطوط الجوية البريطانية، وتؤكد ذلك العلاقة المتينة التي تجمع بين الخطوط الجوية البريطانية وهيئة الطيران المدني السعودية العائدة إلى العام 1965. غير أننا شهدنا في العام 2005 تراجعاً في الربحية من مسار الرحلات فقررنا الانسحاب لأسباب تجارية، وبعد أن شهدت السوق السعودية استثمارات ضخمة، خصوصاً مع تحرير قطاع الطيران المدني قررنا استئناف رحلاتنا في سعينا إلى الحصول على حصة أكبر من السوق السعودية. ومرّ أكثر من عام على استئناف رحلاتنا من السعودية وإليها، وبالتحديد منذ حزيران (يونيو) من العام الماضي، ولمسنا منذ ذلك الوقت نتائج مشجعة. فقاعدتنا من العملاء تتميز بالوفاء للخطوط الجوية البريطانية وما تقدمه من خدمات. وعلى سبيل المثال، قمنا بزيادة رحلاتنا من مدينة الرياض وإليها لتصبح ست رحلات أسبوعياً بدلاً من خمس رحلات. هل توجد أي خطط مستقبلية لعقد تحالف مع الخطوط الجوية السعودية؟ - ترى الخطوط الجوية البريطانية أن التحالفات تساعد خطوط الطيران وتعمل على تقويتها وتعزيز نجاحاتها في هذا القطاع، ونتوقع في المستقبل رؤية عدد من التحالفات بين شركات الطيران المدني، وفي نهاية هذا العام ستنتهي الخطوط الجوية البريطانية من عملية الدمج مع خطوط آيبيريا، كما سيتم توقيع اتفاق تعاون بين الخطوط الجوية البريطانية وأميريكان ايرلاينز. ولكن في الوقت الراهن لا توجد أي خطط للتحالف مع الخطوط السعودية. مع عودتكم إلى السوق السعودية هل ستقدمون أسعاراً ترويجية؟ - منذ اليوم الأول لاستئناف رحلاتنا إلى السعودية عمدت الخطوط الجوية البريطانية إلى ترويج كل خدماتها، وانتهينا أخيراً من الترويج لأسعار مميزة للرحلات المتجهة من السعودية إلى شتى الوجهات العالمية وعلى جميع المقصورات. وتبقى الخطوط الجوية البريطانية حريصة كل الحرص على تقديم خدمات مميزة بأسعار تنافسية ترضي جميع العملاء. مقارنة بالطيران السعودي كيف تصف أسعار رحلاتكم المنطلقة من السعودية؟ - أسعارنا تنافسية مقارنة بالخطوط الأخرى وعلى مختلف الدرجات. ما هي تقديراتكم لتأثير الأزمة العالمية في قطاع الطيران العالمي. وكيف كان التأثير في الخطوط الجوية البريطانية؟ - السنة الماضية كانت صعبة على كل القطاعات الاقتصادية والشركات عموماً وعلى قطاع الطيران المدني خصوصاً، وتسببت تلك الأزمة في خسائر قياسية لشركات الطيران العالمية وللخطوط البريطانية، على رغم أننا من أكثر شركات الطيران ربحية، إلا أن الخبر السار تمثل في معالجتنا لبعض جوانب الكلفة قبل الأزمة، ما جعلنا في موقع قوي ووضع لائق نسبياً من حيث السيولة خلال الأزمة، الأمر الذي مكّننا من مواجهة الأزمة بحزم والحفاظ على ثبات موازنتنا في ظل التقلبات الاقتصادية. وأسهمت معالجتنا لبعض جوانب الكلفة في استيعاب خسائرنا. وفي ظل تعافي الاقتصاد العالمي حالياً، نتطلع في نهاية هذا العام إلى تعويض هذه الخسائر، وتحقيق نمو قدره 6 في المئة مقارنة بالعام الماضي. كيف ترون تأثير ثورة بركان أيسلندا وما خلفه من سحابة بركانية على الخطوط الجوية البريطانية؟ - في غمرة حادثة البركان وسحابة الرماد البركاني التي تلتها، اضطرت الخطوط الجوية البريطانية إلى تعليق العديد من رحلاتها، إذ استحال السفر من وإلى المملكة المتحدة. وعلى رغم امتداد آثار سحابة الرماد البركاني، إلا أننا واثقون بقدرتنا على النمو وتعويض خسائرنا في نهاية هذا العام. كم بلغت خسائر الخطوط الجوية البريطانية خلال أزمة بركان أيسلندا وتداعياتها؟ - كانت خسائرنا نسبية، والخطوط الجوية البريطانية كانت السباقة لإجراء محادثات ناجحة لإعادة فتح المجال الجوي أمام الرحلات الجوية، وتلقينا ردود فعل إيجابية من عملائنا حول هذا الموضوع. ما هو مدى تأثير أسعار النفط على شركات الطيران؟ - ارتفعت أسعار النفط على جميع شركات الطيران، وتعد أسعار النفط أعلى فاتورة نتحملها من حيث التكاليف، ومع استمرار ارتفاع أسعار النفط، نتطلع إلى خفض تكاليف أخرى تمكننا من متابعة ربحيتنا، ولكن بالطبع ليس على حساب عملائنا. هل هناك إضافات جديدة على أسطول الخطوط الجوية البريطانية؟ - تسلمنا أخيراً أول طائرة بوينغ 300 – 777، وكنا قدمنا طلبين لشراء 12 طائرة من طراز إيرباص A380 و 24 طائرة من طراز بوينغ 787 في إطار خططنا لتطوير وتحديث أسطولنا الجوي. هل تعتقد أن هناك منافسة قوية بين الخطوط الجوية السعودية والخطوط البريطانية؟ - يبحث العملاء دائماً عن الخبرة والراحة والخدمات المميزة والنجاحات المستمرة، وأعتقد أن تاريخ الخطوط الجوية البريطانية شاهد على أدائها وخبراتها التي تتجاوز 77 سنة في مجال الطيران المدني. وأعتقد شخصياً أن منطقة الشرق الأوسط لا تختلف عن الأسواق العالمية، إذ تتمتع بالكثير من المقومات والمنافسة في الوقت ذاته. وتعودت الخطوط البريطانية على المنافسة في جميع وجهاتها، خصوصاً في المملكة المتحدة وأوروبا. ونعتقد أن لدينا مكانة مميزة وحضوراً قوياً في الشرق الأوسط، إذ إن رحلاتنا تستهدف معظم المدن في الشرق الأوسط والخليج العربي. هل ستسمح الخطوط الجوية البريطانية بتلاوة القرآن على متن رحلاتها المتجهة من المملكة العربية السعودية؟ - لا توجد في الوقت الحالي أي خطط للقيام بذلك، غير أننا سنبقي الموضوع قيد الدرس إذ نكن كل الاحترام لمسافرينا من جميع المشارب. ويمكن للركاب تلاوة القرآن ودعاء السفر بشكل شخصي، كما أن أعضاء طاقم الطائرة يتمتعون بخبرة عالية تمكنهم من الاستجابة لطلبات المسافرين، والعمل على تأمين حاجاتهم لإتمام فرائضهم الدينية، مع الحفاظ على سلامة الطائرة والمسافرين الآخرين. ما هي أبرز المعايير المتبعة في خطوط الطيران البريطاني في مجال أمن وسلامة المسافرين؟ - يمثل الأمن والسلامة محورين أساسيين على رأس سلم أولويات الخطوط الجوية البريطانية، وتتسم معاييرنا في هذا المجال بالصرامة وحسن التطبيق، ولكنني سأعتذر عن عدم تقديم أي معلومات إضافية عن معايير الأمن والسلامة، إلا أننا نؤكد أن أمن المسافرين وسلامتهم يبقى في مقدم اهتمامات الخطوط الجوية البريطانية. ما هي توقعاتكم للأرباح بعد استئناف رحلاتكم من وإلى السعودية خلال العام الحالي والأعوام المقبلة؟ - كما أوضحت سابقاً مر عام كامل على عودتنا إلى السوق السعودية، وحتى هذه اللحظة نحن راضون عن النمو الذي حققناه، ونؤمن بقدرتنا على مواصلة النمو في المستقبل، ولدينا كل الثقة بمستوى أدائنا في السوق السعودية. ذكرت سابقاً أنكم تعرضتم لخسائر، هل يوجد احتمال لتعرضكم لخسائر مجدداً في المستقبل؟ - نحن راضون تماماً عن مستوى الأداء في الوقت الرهن وعن توقعات الأشهر المقبلة، وسنحرص على مواصل العمل لتقديم أفضل وأحدث الخدمات، التي تمثلت أخيراً في تطويرنا مقصورة الدرجة الأولى باستثمارات بلغت مليون جنيه إسترليني، ونعتقد أن خدمة الدرجة الأولى ستسهم في زيادة حصتنا وأرباحنا من السوق السعودية.