استدعت الحكومة الصينية سفير النروج في بكين امس احتجاجاً على منح لجنة جائزة نوبل جائزتها للسلام لعام 2010 للمعارض الصيني ليو شياوبو. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية النروجية «أرادوا التعبير رسميا عن رأيهم... عن عدم رضاهم واحتجاجهم، أكدنا لهم أن هذه لجنة مستقلة وشددنا على ضرورة الحفاظ على العلاقات الثنائية الطيبة بين بلدينا». وكانت اللجنة اعلنت صباحاً منح رمز حركة ساحة تيانامين مؤسس تجمع «القلوب الطاهرة» الناشط ليو شياوبو جائزة «نوبل للسلام»، وقيمتها 1.5 مليون دولار، «لكفاحه السلمي من أجل حقوق الانسان»، في خطوة وصفها بيان للخارجية الصينية بانها «خطأ فاحش». وقالت اللجنة ان الجائزة مُنحت للمعارض الصيني السجون حاليا في بلده «لكفاحه الطويل والسلمي من أجل حقوق الانسان الاساسية في الصين» و»لأن اللجنة تؤمن منذ وقت طويل بأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين حقوق الانسان والسلام». وقال رئيس اللجنة توربيورن جاغلاند: «يجب ان تتوقع الصين تدقيقاً أكبر مع تنامي قوتها مثلما حدث مع الولاياتالمتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، يجب أن نتكلم عندما لا يمكن للآخرين الكلام... مع صعود الصين يجب أن يكون لنا حق الانتقاد، نريد أن تتقدم هذه القوى التي تريد أن تصبح الصين أكثر ديموقراطية». وهذه هي المرة الثانية التي تتأزم العلاقات بين الصين ولجنة الجائزة وكانت الاولى عندما نال الدالاي لاما الزعيم الروحي المنفي للتيبت جائزة نوبل للسلام العام 1989. وكان ليو استاذاً للادب في جامعة بكين عندما شارك العام 1989 في حركة الطلاب في ساحة تيانامين، وسجن بعدها 20 شهراً قبل ان يمضي ثلاث سنوات في معسكر تأهيل ومن ثم قيد الاقامة الجبرية في منزله قبل ان يصدر الحكم بسجنه 11 سنة بعد انتقاده الحزب الشيوعي الحاكم بدأ تنفيذها نهاية العام الماضي،رغم مناشدة عدد كبير من المفكرين والحائزين على جوائز نوبل الرئيس الصيني هو جيانتاو الافراج عن «سجين الرأي». ولد ليو العام 1955 ودرس في الريف الفقير وعمل في مزرعة جماعية وبدأ دراسته الادب الصيني في 1977 حيث اسس، مع ستة من رفاقه، تجمع «القلوب الطاهرة». وفي 1982، تابع دراساته العليا في جامعة بكين ما كان سيؤهله لتسلم منصب استاذ جامعي ثم اصدر، في 1987 كتابه الاول «انتقاد الخيار»، وهو كناية عن حوار مع البروفسور لي زيهو احد كبار الايديولوجيين المؤثرين في الجيل الجديد قبل ان يسافر الى اوسلو وجامعة كولومبيا في نيويورك حيث شغل منصب استاذ زائر، ثم عاد الى بكين مع بدء تحركات الطلاب في 1989. وفي مواجهة تصلب النظام، بدأ اضرابا عن الطعام في ساحة بكين الشهيرة مع المغني هو دي جيان ومفكرين آخرين هما جو دويو وغاو تشين. وكتبوا في بيان شعبي «نحن نفضل عشرة شياطين يراقبون بعضهم البعض بدلاً من ملاك يملك السلطة المطلقة». وفي العيد الستين لاعلان ميثاق حقوق الانسان، شارك تشياو بو في وضع «ميثاق 2008»، الذي يدعو الى احترام حقوق الانسان وحرية التعبير واجراء انتخابات في «بلد حر، ديموقراطي ودستوري». ونتيجة لذلك حكم عليه في عيد الميلاد في 25 كانون الاول (ديسمبر) 2009 بالسجن 11 عاما بتهمة «تقويض سلطة الدولة». وارتبطت جائزة نوبل للسلام بقضايا سياسية وحريات الرأي وحقوق الانسان وكانت اثارت احتجاج الحكومة الايرانية العام 2003 عندما اختارت المحامية الايرانية شيرين عبادي، وقبل ذلك اثارت حنق الحكومة العسكرية في بورما (مينامار) عندما منحت العام 1991 الجائزة لأونغ سان سو كيي عن نضالها المسالم وغير العنيف في ظل الدكتاتورية العسكرية. وكان الهندي رابندراناث طاغور، اول آسيوى يفوز بجائزة نوبل للآداب في العام 1913 في حين كانت الام تيريزا اول آسيوية تفوز بجائزة نوبل للسلام في العام 1979. وشارك رئيس تايوان زوجة المنشق ليو شيا بالترحيب بالجائزة التي وصفها بانها «تاريخية». ودعا مع الدالاي لاماً بالافراج عنه وغيره من سجناء الرأي فوراً. وفي واشنطن ناشد الرئيس باراك اوباما الذي نال جائزة نوبل للسلام العام الماضي، القيادة الصينية الافراج عن ليو شياوبو في القريب العاجل.