أكد عضو في هيئة كبار العلماء أن الاستثمار في عقول أبنائنا الطلاب والطالبات يعد من أزكى الاستثمارات التي تنشدها الأمم لبناء حضاراتها، كونهم يشكلون حجر الزاوية في التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن القيادة السعودية تولي اهتماماً بالغاً في العنصر البشري بصفته الاستثمار الحقيقي لنهضة البلاد. وقال عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله المطلق أثناء لقائه أمس (الأربعاء) منسوبي تعليم المنطقة الشرقية من الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وقيادات التعليم، ضمن مبادرة «تطبيقات المنهج الوسطي في التعليم»، التي تنظمها الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء وبرنامج «فطن»، في مقر مجمع مدارس السلام الأهلية في الخبر: «إن الوسطية سمة هذه الأمة وبها تعرف بين الأمم، وهي حالة محمودة تدفع أهلها للالتزام بهدي الإسلام، فيعدلون بين الناس وينشرون الخير ويحققون عمارة الأرض وعبودية المولى - عز وجل». واستعرض عدداً من مظاهر الوسطية الدينية والفكرية، التي تتمثل في الاعتدال، والمرونة، والتدرج، والتيسير، مشيراً في الوقت ذاته أن الدين الإسلامي وسطي في كل ما جاء به، وأنه دين يتماشى مع مقتضيات حاجة الإنسان. وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أن المعلمين يشكلون محور الوسطية، من خلال القول والعمل. وأضاف: «إنه متى ما كان المعلم محتسباً وسطياً ننعم جميعاً بالوسطية، بصفته القدوة ومربي النشء الذي يجب أن يتعامل من خلال مهنته ورسالته التربوية بالمنهج الوسطي القويم»، مشدداً على أن الوسطية ليست شعاراً يردد، بل قولاً وعملاً. واستطرد بالقول: «هناك فرق كبير بين المعلم الناجح الذي من الله عليه بصلاح النية، والمعلم الذي ينظر لرسالة التعليم بأنها مجرد وظيفة تنتهي بالراتب فقط». وأكد أن هناك خير كثير بين أوساط معلمينا ومعلماتنا من صناع الأجيال. وحذر المطلق من اختراق الأعداء لعقول الأبناء واستغلالها عبر برامج ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، الذي يحتم على أفراد المجتمع التنبه لذلك ووقوف الأسرة إلى جانب المدرسة للتكاملية في التربية. يذكر أن اللقاء حظي بمداخلات متنوعة من الحضور، تركزت في مجملها على مناقشة أساليب بناء الفكر الوسطي لدى الطلاب والطالبات، والحرص على غرس مفاهيم القيم الفكرية في المؤسسات التعليمية، وبناء شخصيات مستقلة وقوية تعتز بدينها وقيمها.