أضاف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إلى فريقه شخصية جديدة من دعاة التشدد تجاه إيران، هو الجنرال المتقاعد جون كيلي الذي عينه وزيراً للأمن الداخلي، ليكون في حال مصادقة الكونغرس الجنرال الثالث في الإدارة المقبلة. ويعرف كيلي بمواقفه المتشددة أيضاً في ما يتعلق بأمن الحدود، وهو من المناهضين لاتساع النفوذ الإيراني في أميركا اللاتينية، الحديقة الخلفية للولايات المتحدة. كيلي من القيادات المخضرمة في البحرية الأميركية حيث خدم أكثر من 40 سنة وشارك في حرب الخليج (عملية درع الصحراء)، كما فقد ابنه روبرت خلال خدمته في حرب أفغانستان. وسينضم إلى جنرالين آخرين في فريق ترامب، هما مستشار الأمن القومي مايك فلين ووزير الدفاع جايمس ماتيس. وتبرز أهمية تعيين كيلي في خبرته الواسعة في ضبط الحدود وإدارتها، ما يؤهله لتولي وزارة ضخمة (250 ألف موظف) تم استحداثها بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وكان كيلي سابقاً مديراً للقيادة الجنوبية التي تشرف على أميركا اللاتينية، وهو اختلف في مراحل عدة مع إدارة الرئيس باراك أوباما. وأبرز الخلافات بين كيلي وأوباما كانت حول الدور الإيراني في أميركا اللاتينية، إذ طلب موازنة أضخم لاعتراضه ولم توافق الإدارة. وقال كيلي للكونغرس العام الماضي: «كونها أكثر دولة راعية للإرهاب، فان تدخل إيران في منطقة أميركا اللاتينية وفي المراكز الاجتماعية هناك، هو أمر مثير للقلق وعلينا مراقبة دورها الاقتصادي والسياسي والديبلوماسي». كما عارض كيلي خطط إغلاق معتقل غوانتانامو وسخر من أقاويل بأن المعتقل يحرج أميركا في الخارج. كما دعا إلى خطوات أكثر تشدداً في استقبال اللاجئين، وسياسات الهجرة. وسيحتاج كيلي إلى موافقة الكونغرس، وهو ما قد يفتح معركة طويلة بسبب حاجته أيضاً إلى إذن خاص للخدمة المدنية. وعين ترامب أمس حاكم ولاية أيوا تيري برانستاد، سفيراً لدى الصين، كونه صديقاً شخصياً للرئيس الصيني شي جينبينغ، في مبادرة من الرئيس المنتخب حيال بكين بعد اتصاله برئيسة تايوان تساي إنغ وين، ورفعه اللهجة مع الصين حول اتفاقات التجارة الحرة، والتلويح بضرائب جديدة على السلع المستوردة منها. والتقى أمس مايكل فلين، مستشار الأمن القومي لترامب، بسوزان رايس، مستشارة أوباما، للبحث في المرحلة الانتقالية ونقل المهام والصلاحيات للرئيس المنتخب. وفي حين يستمر انتظار تعيين وزير للخارجية، أشاد ترامب أمس بحاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني وبمدير شركة «أكسون» ركس تليرسون، المرشحين للمنصب. وأعلنت مجلة «تايم» الأميركية اختيار ترامب شخصية العام، ووصفته على غلافها بأنه «رئيس الولايات المنقسمة الأميركية». وأضافت في إعلانها أن «من الصعب قياس حجم الاضطراب الذي سببه»، مشيرة إلى اهتمامات ترامب المتعددة، بين كونه قطب عقارات ونجماً لتلفزيون الواقع قبل فوزه بأرفع منصب في البلاد. وزادت: «لمن يعتقدون أن هذا للأفضل، يمثل نصر ترامب توبيخاً طال انتظاره لطبقة حاكمة راسخة ومتغطرسة». ولفتت المجلة إلى أن ترامب اختير من لائحة صغيرة ضمت أيضاً منافسته الديموقراطية السابقة هيلاري كلينتون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمغنية بيونسيه. وقال ترامب في مقابلة قصيرة مع برنامج «توداي» على محطة «أن بي سي» التلفزيونية بعد إعلان النبأ: «إنه شرف كبير، يعني لي الكثير».