في وقت أعلنت قوات الاتحاد الافريقي في الصومال (أميصوم) أنها تحقق تقدماً كبيراً على المتمردين في العاصمة مقديشو وتتوقع أن تكون قد سيطرت على نصفها بحلول نهاية هذا الشهر، علمت «الحياة» من مصادر عدة أن «حركة الشباب»، أقوى حركات التمرد في الصومال تواجه خطر الانشطار نتيجة خلاف حاد بين إثنين من قادتها الكبار حول السلطة وحول غياب وجود استراتيجية سياسية للحركة. وتضمنت الخلافات مزاعم في شأن المحسوبية وسوء استخدام أموال الحركة. وتفيد المعلومات المتوافرة ل «الحياة» أن الخلاف بين شيخ مختار أبو زبير المعروف بأحمد غودني ونائبه شيخ مختار روبو أبو منصور قد وصل إلى حد القطيعة، بينما وصلت تداعياته إلى المدن التي تسيطر عليها الحركة مثل كسمايو وبلدوين والعاصمة مقديشو، حيث شرع مقاتلو روبو في الخروج سراً منها إلى المناطق التي تسكن فيها قبيلته، رهانوين، الواقعة في جنوب غربي الصومال. وتترك هذه الخطوة المقاتلين التابعين لغودني في وضع حرج، إذ لم يبق لهم مأوى غير مناطق قبيلة هاوي في أقاليم وسط الصومال والعاصمة. وكان زعيما «الشباب» قد اختلافا مرات عدة منذ إنشاء الحركة رسمياً في أواخر 2007. لكن إسلاميين ومحللين يقولون الآن إن الخلاف الحالي يتمحور حول السلطة وإهمال مزعوم من قبل غودني للمقاتلين الذي أصيبوا في حرب رمضان الأخيرة، وإن ذلك جاء بمثابة الضربة الأخيرة للعلاقات المتوترة أصلاً بينهما. ويقول بعض المحللين إن هذا الخلاف يُنذر ببدء نهاية «الشباب» كحركة موحدة. في موازاة ذلك، قال مبعوث الاتحاد الافريقي للصومال أمس ان قوات الاتحاد ربما تسيطر على نصف العاصمة مقديشو بحلول نهاية تشرين الأول (اكتوبر) على أثر الضعف الذي أصاب المتمردين الاسلاميين بعد حملة كبيرة ضدهم. ونقلت وكالة «رويترز» عن وافولا وامونيني ان قوات حفظ السلام الاوغندية والبوروندية التابعة للاتحاد والتي تتألف منها قوة الاتحاد البالغ قوامها 7200 جندي تسترد أراضي من المتمردين يومياً وتدفع خط الجبهة تدريجياً نحو مشارف المدينة. وأضاف للصحافيين في العاصمة الكينية: «قواتنا الان لها وجود في أنحاء أكثر من 40 بالمئة (من مقديشو). نتوقع أن تصل الى أكثر من 50 في المئة هذا الشهر اذا واصلنا احراز هذا التقدم».