تابعت السلطات المغربية أمس، التحقيق مع متشدّد متهم بأنه حلقة وصل بين تنظيم «داعش» الإرهابي وخلية فككتها السلطات الفرنسية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعد إعلانها عن اعتقاله أمس. وقال مصدر مأذون ل«الحياة»، أن المتهم ظل يتواصل مع أفراد الخلية حتى الأيام الأخيرة قبل اعتقالهم من الشرطة الفرنسية، لافتاً إلى أن التنسيق استمر حتى اللحظات الأخيرة بين الطرفين حول خطط ضرب الخلية أهدافاً حيوية مثل مركزي الشرطة القضائية والاستخبارات في فرنسا، إضافة إلى «يورو ديزني» في ضواحي باريس ودور عبادة ومقاهٍ ومطاعم وشبكة المترو الباريسية. وربط المصدر المغربي بين ارتفاع التهديد الإرهابي والضربات التي يتلقاها تنظيم «داعش» في سورية والعراق. وقال أن «المخطط الإرهابي يأتي في سياق يتّسم بنداءات متواترة لقادة داعش لمناصريه في العالم كرد فعل ضد العمليات العسكرية التي تستهدف معاقله من طرف التحالف الدولي». وكانت الخلية التي تضم 7 معتقلين، 2 منهم من أصول مغربية، تعتزم تنفيذ اعتداء مسلح في 1 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وفق المدعي العام الفرنسي فرنسوا مولانس. وظهر في التفاصيل التي حصلت عليها «الحياة»، أن المتهم وهو مغربي مقيم في إسبانيا، زار تركيا خلال منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بطلب من أحد المعتقلين المغاربة في فرنسا، أي 3 أيام قبل دهم قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية بيوت الموقوفين في كل من ستراسبورغ ومارسيليا. وقال المصدر المأذون أن المتهم «أوفِد إلى تركيا في إطار مهمة تنسيقية مع بعض قيادات داعش». وأضاف أن «التحريات الأمنية التي أجرتها السلطات المغربية قادت إلى الكشف عن أن المتهم جُنِّد لمصلحة داعش، من جانب أحد الموقوفين في فرنسا»، مشيراً إلى أن المتهم «الموالي لداعش مرتبط بمشروع إرهابي كان يستهدف العاصمة الفرنسية». وتفيد معطيات التحقيقات التي اطلعت عليها «الحياة»، بأن المتهم «اجتمع بعد وصوله إلى الحدود التركية - السورية بمبعوثين من داعش ينشطون في إطار «وحدة العمليات الخارجية» التابعة لهذا التنظيم». ولفت المصدر المأذون الى أن «مبعوثي داعش دعوه إلى تقديم البيعة لأبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم». وزاد أن «المعني بالأمر تلقى بعد ذلك تعليمات من مبعوثي داعش السالفي الذكر تخصّ مشروعاً إرهابياً يستهدف أحد الأماكن العامة في فرنسا. وتم مده بمعلومات تتيح له ربط الاتصال بأشخاص يملكون أسلحة نارية في فرنسا بهدف إيصالها إلى شريكه الموقوف في فرنسا». وكان المدعي العام الفرنسي أفاد في حينه، بأن عمليات دهم بيوت المعتقلين قادت إلى الكشف عن كمية كبيرة من الأسلحة، بينها رشاشات أوتوماتيكية، ومسدسات وذخيرة حية، ونحو 4800 يورو مخصصة لشراء أسلحة أخرى. وذكر المصدر المأذون أن «الخطة كانت تقضي بتزويد المعني بالأمر بالدعم المالي اللازم وجواز سفر مزور قبل توجّهه إلى فرنسا عبر ألمانيا»، مضيفاً أن اعتقال أفراد الخلية الفرنسية أسقط خطط «داعش» ومعها المتهم في قبضة الشرطة بعد عودته من تركيا إلى المغرب. وقال المدعي العام الفرنسي فرنسوا مولانس، في حينه، أن المعتقلين الذين يحملون الجنسيات الفرنسية والمغربية والأفغانية وتتراوح أعمارهم بين 29 و37 سنة، كانوا يعدون ل «مشروع دموي إرهابي في مراحله الأخيرة»، مشيراً إلى أن «خطر الهجوم الإرهابي ما زال مرتفعاً». ويقود المغرب حرباً بلا هوادة لتعقّب مسارات المقاتلين الذين يحملون جنسيته في صفوف «داعش» وعددهم بالمئات. وعاد أكثر من 156 من هؤلاء وفق إحصاءات رسمية، إلى المغرب مقابل 1354 يقاتلون إلى جانب التنظيم الإرهابي.