اعتقلت السلطات المغربية متشدداً محلياً يعتقد بأنه شكل حلقة وصل بين تنظيم «داعش» الإرهابي وخلية فككتها السلطات الفرنسية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأعلنت وزارة الداخلية المغربية في بيان أن الاعتقال أتى بناء على معلومات استخباراتية دقيقة توصل إليها «المكتب المركزي للأبحاث القضائية» التابع ل «المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني» (الاستخبارات الداخلية). وأشار البيان إلى أن المتهم يقيم في إسبانيا واعتقل فور عودته إلى المغرب، آتياً من تركيا، لافتاً إلى أنه ضاق عليه الخناق إثر اعتقال رفاقه في فرنسا. ووصف المعتقل بأنه عنصر «خطر» كان يشكل حلقة وصل بين قيادة العمليات الخارجية ل «داعش» و7 معتقلين ضمن خلية فرنسا التي خططت لضرب أهداف حيوية مثل مركزي الشرطة القضائية والاستخبارات في فرنسا، إضافة إلى «يورو ديزني» في ضواحي باريس ودور عبادة ومقاه ومطاعم وشبكة المترو الباريسية. وقال المدعي العام الفرنسي فرنسوا مولانس في حينه إن المعتقلين السبعة الذين يحملون الجنسيات الفرنسية والمغربية والأفغانية وتراوح أعمارهم بين 29 و37 سنة، كانوا يعدون ل «مشروع دموي إرهابي في مراحله الأخيرة. واعتقل هؤلاء بعد عملية استمرت ثمانية أشهر، وانتهت بفخ نصبته لهم وكالة الاستخبارات الداخلية. وأتت الاعتقالات في فرنسا بعد سنة على فرض حال طوارئ للتصدي لموجة هجمات لمتشددين إسلاميين، وفي وقت حساس سياسياً قبل الانتخابات الرئاسية في ربيع العام المقبل، والتي سيكون الأمن موضوعاً رئيسياً فيها. وانضم مئات من المقاتلين من أوروبا ودول المغرب العربي مثل تونس والجزائر إلى الجماعات المتشددة التي تقاتل في سورية. ويقول خبراء أمنيون إن بعضهم يهددون بالعودة وإنشاء أجنحة متشددة جديدة في بلدانهم الأصلية. وأوضح بيان الداخلية المغربية السبت أن «الوسيط المعتقل التقى بمبعوثي داعش على الحدود التركية - السورية، حيث تلقى تعليمات من طرف قيادة التنظيم الإرهابي بهدف إبلاغها إلى أحد العناصر الذين تم اعتقالهم داخل التراب الفرنسي والذين كانوا يحضرون لتنفيذ اعتداءات إرهابية». وأضاف البيان أن «هذا المبعوث للتنظيم، كان من المقرر أن يتسلل إلى فرنسا عبر ألمانيا بواسطة جواز سفر مزور». وكانت فرنسا أعلنت أن الخلية الإرهابية المفككة الشهر الماضي، تلقت أوامر لتنفيذ هجمات من طرف «قائد» تابع ل «داعش» في المنطقة الحدودية السورية - العراقية. وأعلنت الداخلية المغربية إن «هذا المخطط الإرهابي الخطر يندرج في إطار تنفيذ تهديدات داعش التي تواصل تحريض أتباعها للقيام بأعمال إرهابية في الدول المناهضة للإرهاب». وتعلن السلطات المغربية باستمرار عن تفكيك خلايا مرتبطة ب «داعش». وتفيد إحصاءات رسمية، بأنه تم تفكيك أكثر من 132 خلية إرهابية بحلول 2015. وأشارت السلطات إلى أن عملياتها الاستباقية مكنت من توقيف 2720 متهماً وإحباط 276 مشروعاً إرهابياً بينها 119 عملية تفجير و109 محاولات اغتيال بحق شخصيات وسبع عمليات اختطاف و41 عملية سطو مسلح. ويصل عدد المقاتلين المغاربة في صفوف التنظيمات الإرهابية إلى 1354 شخصاً بينهم 220 معتقلاً سابقاً، فيما أشارت السلطات المغربية إلى أن 246 قتلوا في سورية و40 في العراق، فيما عاد إلى المغرب أكثر من 156 شخصاً في مقابل التحاق 185 امرأة ب «داعش» برفقة 135 طفلاً.