أنهى المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان دونالد بوث مشاورات أجراها في الأيام القليلة الماضية في الخرطوم بزيارة ولاية جنوب كردفان المضطربة، حيث طرح مقترحات وأفكاراً لتسريع عملية السلام وتنفيذ خريطة الطريق الأفريقية للحوار والمصالحة مع المعارضة بشقيها السياسي والمسلح. وعلمت «الحياة» أن المبعوث الأميركي ناقش مع مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود ومسوؤل ملف دارفور في الحكومة امين حسن عمر فرص توقيع وقف القتال بين الحكومة ومتمردي «الحركة الشعبية- الشمال» في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق والترتيبات الأمنية في دارفور. وأعرب بوث عن تطلعه لتحقيق اختراق في ملف السلام في السودان قبل انتهاء مهامه ومغادرة الرئيس باراك أوباما البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) المقبل، مشيراً إلى وجود فرص كبيرة للسلام في دارفور في حال توفرت إرادة جدية من قبل أطراف النزاع. وأوضح محافظ منطقة البرام في ولاية جنوب كردفان عثمان رحال كومي أن المبعوث الأميركي وقف على حقيقة الأوضاع في محافظته خلال زيارته للولاية باعتبارها من أكثر المناطق المتأثرة بالحرب، وظلت تشهد عودة طوعية لأعداد كبيرة من المتضررين الفارين من مناطق التمرد، مبيناً أن عدداً من العائدين كشفوا عن المعاملة السيئة واستخدامهم كدروع بشرية وحالات تعذيب واعتداء وتجنيد إجباري للقاصرين من قبل متمردي الحركة الشعبية». وقال كومي إنه أطلع بوث على أحوال مواطني المحافظة داخل مدينة كادقلي والظروف الصعبة والمأسوية التي يعيشها المواطنون المحتجزون في مناطق التمرد، مضيفاً أن الوفد زار بعض رجالات الإدارة الأهلية إلى جانب زيارة الأسر التي تأثرت بقصف الحركة الشعبية لكادقلي. في شأن آخر، أصدر زعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان رياك مشار، قراراً بتعيين هنري أودوار نائباً له ليحل محل «ألفرد لادو قوري وتنقو بيتر» ومنحه منصب أمين عام للحركة الشعبية في المعارضة ليكون بديلاً لضيو مطوك دينق. وتأتي خطوة مشار بتعيين نائب له، بعد انشقاق «الفرد لادو» و «ضيو مطوك» عنه وانضمامهما إلى مجموعة نائب الرئيس تعبان دينق قاي بعد أحداث جوبا في تموز (يوليو) الماضي. إلى ذلك، تحفظت حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت أمس على مقترح لإنشاء إدارة دولية انتقالية تتألف من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لفترة محددة لحماية سيادة الدولة في جنوب السودان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ميوين ماكول إن جنوب السودان دولة مسؤولة وتتعامل مع غالبية دول العالم، مبيناً أنهم يتعاونون مع الأممالمتحدة لإحلال السلام في البلاد، إلى جانب قبول الحكومة قرار الاتحاد الأفريقي الرامي إلى نشر قوة إقليمية في جنوب السودان. وأضاف ماكول: «لا أريد التعليق على مقترح لم يتم إعلامنا به حتى الآن لكن نحن دولة ذات سيادة وحكومة منتخبة ديموقراطياً ووافقنا على نشر 4 آلاف جندي دولي والأممالمتحدة وافقت على ذلك وبالتالي لا نحتاج إلى إدارة دولية في جنوب السودان». وكان مجلس العلاقات الخارجية المقرب من الكونغرس الأميركي اقترح في تقرير خاص بعنوان «إنهاء الحرب الأهلية في جنوب السودان» الأسبوع الماضي، إنشاء إدارة دولية انتقالية تتألف من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لفترة محددة وذلك لحماية سيادة جنوب السودان وسلامة أراضيه. من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم الجيش الشعبي الحكومي في جنوب السودان لول رواي كوانق، عن صد هجوم شنته المعارضة المسلحة في مقاطعة الناصر في أعالى النيل، وآخر بمنطقة كوج في ولاية الوحدة. وقال إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 7 مسلحين من المعارضة، زاعماً أن جندياً واحداً قُتل من جانبهم إلى جانب مواطن واحد.