يختار الناخبون النمسويون اليوم رئيسهم الجديد، في انتخابات قد تؤدي إلى وصول أول رئيس من اليمين المتطرف والشعبوي المعادي للمهاجرين لرئاسة دولة في الاتحاد الأوروبي، كما أنها قد تعني أيضاً دق إسفين جديد في نعش هذا التكتل الذي يضم 28 دولة ستصبح 27 بعد قرار بريطانيا الخروج منه في الصيف الماضي. ويتواجه في انتخابات اليوم المرشح المدعوم من اليمين المتطرف نوربرت هوفر زعيم «حزب الحرية»، والمرشح اليساري المستقل ألكسندر فان در بيلين (قيادي في «حزب الخضر»)، علماً أن هذا الاقتراع هو إعادة للمنافسة التي جرت بين الرجلين في أيار (مايو) وفاز فيها الأخير بفارق أقل من واحد في المئة. وأمر القضاء بإعادة الاقتراع بعد شكاوى من مخالفات شابت المنافسة على هذا المنصب الشرفي إلى حد كبير. وتميّزت الحملة الانتخابية لهوفر، وهو مهندس يبلغ 45 سنة، بخطاب شعبوي ركّز على معاداة المهاجرين، والمسلمين تحديداً، وهو قال في إحدى خطبه «إن الإسلام ليس جزءاً من قيمنا»، في موقف يلقى صدى من التيارات المعارضة على تنامي عديد الجالية المسلمة، لا سيما الأتراك والعرب. وتلقت النمسا 90 ألف طلب لجوء العام الماضي، علماً أن عدد سكانها 6.5 مليون نسمة. كما لمّح هوفر إلى إمكان تنظيم استفتاء على عضوية النمسا في الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن فوزه سيعزز التيارات المشككة في الاتحاد في عموم أوروبا. وتلقت هذه التيارات، الشعبوية واليمينية، دعماً قوياً بفوز «معسكر الخروج» من الاتحاد في استفتاء بريطانيا، ولاحقاً بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية. في المقابل، أظهر فان در بيلين، وهو مهندس متقاعد يبلغ 72 عاماً، دعماً قوياً للاتحاد الأوروبي خلال حملته الانتخابية، علماً أنه لم يولد في النمسا بل جاء إليها طفلاً مع والديه المهاجرين من أستونيا. وهو يتولى منصباً قيادياً في «حزب الخضر» منذ العام 2008. ومن المفترض أن تبدأ نتائج الاقتراع في الظهور بعد قليل من إغلاق صناديق الاقتراع مساء، لكن إذا كانت نتائج التصويت متقاربة كما كانت في أيار الماضي، فإن النتائج قد تتأخر إلى الإثنين.