جددت مصر دعمها الموقف الفلسطيني بعدم التفاوض مع اسرائيل في ظل استمرار الاستيطان، مشددة على ضرورة إنجاز المصالحة الفلسطينية، فيما تستضيف دمشق الجلسة الثانية من الحوار بين حركتي «حماس» و «فتح» في 20 الجاري لاستكمال مناقشة المسائل المطروحة والتوصل الى «اتفاق نهائي». ومع تزايد الحديث في الأيام الأخيرة عن فرص التوصل الى اتفاق اميركي -اسرائيلي على تمديد تجميد الاستيطان لفترة 60 يوماً مقابل ضمانات سياسية وأمنية كبيرة، عقد المنتدى الوزاري السباعي الاسرائيلي اجتماعاً أمس لم يبحث في قضية المفاوضات مع الفلسطينيين، على ان يعقد اليوم اجتماع للحكومة الاسرائيلية الامنية المصغرة. وأصدر مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بياناً جاء فيه ان «المنتدى السباعي بحث في جهوزية اسرائيل لمواجهة حملة نزع الشرعية عنها التي تهدف الى منعها من حق الدفاع عن نفسها»، موضحاً ان «المنتدى استمع الى تطورات عمل اللجنة الدولية التي عينها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول اعتراض قافلة اسطول الحرية». وأكد ان المنتدى لم يبحث في قضية المفاوضات مع الفلسطينيين. وتسارعت الاتصالات العربية عشية اجتماع حاسم للجنة المتابعة العربية بعد غد الجمعة في مدينة سرت الليبية، والتي ستبحث في تطورات الأوضاع المتعلقة بالمفاوضات وتقويم الموقف واتخاذ القرار المناسب في شأنه. وفي هذا الاطار اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة للبحث في تطورات الأوضاع والموقف من المفاوضات بين الفلسطينين والإسرائيليين في ظل استمرار الاستيطان والتحركات العربية المطلوبة حياله. وذكرت مصادر فلسطينية موثوق بها ل «الحياة» إن مبارك وعباس أكدا أن لا تفاوض مع اسرائيل في ظل استمرار الاستيطان، وشددا على ضرورة إنجاز المصالحة الفلسطينية من أجل دعم المفاوض الفلسطيني. واضافت ان الباب لم يغلق تماماً أمام المفاوضات، وان هذا الأمر سيحسم في اجتماع لجنة المتابعة العربية، مشيرة إلى أن «الذهاب إلى مجلس الأمن لانتزاع اعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ما زال مطروحاً». ولفتت الى «وجود خيارات وبدائل لم يحن الوقت لكشفها». ورداً على التسريبات التي تفيد بأن نتانياهو يبحث في موضوع تمديد تجميد الاستيطان، شككت المصادر في نيات إسرائيل، وقالت: «ليس هناك شيء ملموس أو واقعي يمكن البناء عليه». وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى شكّك، عقب لقائه عباس أول من أمس، في نيات إسرائيل تجاه تجميد الاستيطان. وقال: «حتى إذا نجحت المساعي في تجميد الاستيطان ستحاول إسرائيل إيجاد غطاء لاستمرار البناء في المستوطنات... نحن لسنا مستعدين لقبول غطاء لاستمرار الاستيطان»، وفي رام الله ذكر مسؤولون ان عباس ينتظر اتفاقاً اميركياً - اسرائيلياً قبل ان يقرر العودة الى المفاوضات، لكنهم لفتوا الى ان فرص التوصل الى اتفاق مع نتانياهو ضئيلة. وأكد مسؤول رفيع ان الأفكار التي قدمها نتانياهو في اللقاءات الثلاث التي عقدها مع الرئيس عباس، في واشنطن وشرم الشيخ وفي بيته في القدسالغربية، لم تكن مشجعة. وأكد ان الانطباع لدى الجانب الفلسطيني هو ان نتانياهو يسعى الى مفاوضات بطيئة وطويلة، وإلى حلول جزئية ومرحلية لمختلف الملفات. ويطالب فلسطينيون الرئيس عباس بالانسحاب كلياً من المفاوضات واللجوء الى المنظمة الدولية للمطالبة بوقف الاستيطان وحل الدولتين. لكن مراقبين يستبعدون ان ينسحب الجانب الفلسطيني كلياً من المفاوضات، ويرجحون ان يتجه عباس الى استخدام تكتيك يقوم على عدم التفاوض وعدم الانسحاب من المفاوضات. ويعزز الموقف الأميركي هذا الخيار في حال عدم التوصل الى اتفاق على الاستيطان، ذلك ان الإدارة الأميركية لا تحتمل مغادرة المشهد وترك الملف الفلسطيني الإسرائيلي لجهات أخرى.