أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي لا يحظى بشعبية، أنه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة في العام 2017، موضحاً أنه يريد تجنب هزيمة لليسار في مواجهة اليمين واليمين المتطرف، وذلك قبل خمسة أشهر من الاستحقاق الانتخابي. وقال الرئيس «الاشتراكي» في كلمة متلفزة مساء أمس (الخميس) من الإليزيه في باريس، «أنا مدرك للمخاطر التي يمكن أن تنجم عن خطوة من جانبي لن تلقى التفافاً واسعاً حولها. لذلك قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية». واتهم هولاند (62 عاماً) اليمين بأنه يريد التشكيك بالنموذج الاشتراكي الفرنسي، وحذر من اليمين المتطرف «الذي يدعونا إلى الانطواء والخروج من أوروبا والعالم». وإذ أشار إلى أنه يريد قياس مدى قوة «التحدي (الذي تمثله) الفترة المقبلة»، دعا إلى «رد فعل جماعي». وانتخب هولاند رئيساً في 2012 بمواجهة نيكولا ساركوزي، وبات الرئيس الأول الذي يرفض الترشح لولاية ثانية منذ العام 1958. وأظهر آخر استطلاعات الرأي أن 13 في المئة فقط من الفرنسيين يثقون بهولاند، وأنه لن يحصل سوى على 7 في المئة من الأصوات خلال الدورة الرئاسية الأولى في نيسان (أبريل) وراء مرشح اليمين فرنسوا فيون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن. ويأتي إعلان هولاند عدم ترشحه، بعد أربعة أيام من اختيار اليمين لرئيس الوزراء الأسبق فرنسوا فيون الذي يملك نظرة ليبرالية في الاقتصاد ومحافظة في القضايا الاجتماعية. وفي الأيام الأخيرة، دارت حرب صامتة بين هولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس المحاصر بين واجبه بإظهار الولاء تجاه رئيس البلاد وطموحه الرئاسي الذي لم يعد يخفيه. وحيّا فالس، الذي باتت الطريق أمامه سالكة، أمس إعلان هولاند معتبراً أنه «خيار رجل دولة». وأياً يكن المرشح «الاشتراكي» المنبثق من الانتخابات التمهيدية، فلن يكون عليه أن يواجه مرشحي اليمين واليمين المتطرف فقط، بل أيضاً اليساري المتطرف جان-لوك ميلانشون ووزير الاقتصاد اليساري السابق إيمانويل ماكرون. وبدأ هولاند خطابه بوضع جردة لعهده، مركزاً على التقدم الذي يعتقد أنه ساهم في إحرازه ومن بينه المساعدة في إيجاد فرص عمل والاتفاق العالمي في شأن المناخ. لكنه عبر عن «أسف وحيد» هو اقتراحه إسقاط الجنسية عن مزدوجي الجنسية الضالعين في أعمال إرهابية. ورحب بقرار هولاند العديد من الشخصيات اليسارية التي حيّت «شجاعته». من جهته قال فيون إن الرئيس «يقر بوضوح بأن فشله يمنعه من الذهاب أبعد من ذلك». وتخللت ولاية هولاند عمليات عسكرية عدة في مالي وأفريقيا الوسطى والعراق وسورية، إلا أنها شهدت أيضاً أسوأ هجمات ارتكبت في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية أدت إلى مقتل 238 شخصاً. وقال هولاند «في الأشهر المقبلة، واجبي، واجبي الوحيد سيكون مواصلة قيادة البلاد».