بدأت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حالياً التعاون مع الجهات المختصة بمتابعة النشاطات الزلزالية في حرة الشاقة (لونير) عن كثب، إذ أرسلت عدداً من المراصد المتحركة والباحثين الميدانيين للعمل على تلك المراصد، ومتابعة الأحداث بالمنطقة على مدار الساعة. وأكد مساعد المشرف العام على معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور خالد الدامغ ل «الحياة» أن قوة الزلزال الليلة قبل الماضية فاقت خمس درجات ونصف على مقياس ريختر المفتوح، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يقل النشاط البركاني الأسبوع المقبل بعد أن يصل إلى سقف معين. وأشار الدكتور الدامغ إلى أن من الأمور المطمئنة أن المنطقة من النوع الذي يحدث فيها طفوح وليست براكين منفجرة، بحيث تخرج الصهارة على الأرض بشكل طافح، ومن الممكن أن تظهر خلال الفترة المقبلة في حال استمر الوضع تصاعدياً، مشيراً إلى أن الطفوح في حال ظهوره سيكون بطيئاً جداً، وهذا الأمر يعتمد أيضاً على مدى حجم الصهارة في باطن الأرض. وأوضح أن المدينة تقدم الدعم المطلوب للجهات المختصة بالرصد والتبليغ وتخفيف المخاطر، «ومن خلال الرصد الحالي للهزات في حرة الشاقة فهناك زيادة في عدد الهزات وشدتها، ولكن أعماق الزلازل وصفات الموجات المرصودة تدلان على أن عمق الهزات يزيد حالياً عن كيلومترين ويصل إلى ثمانية كيلومترات تحت سطح الأرض. وتعتبر القرى المحيطة بالحرة بعيدة عن الصهير البركاني الموجود في المنطقة في حال خروجه. وأضاف: «إن ما يحدث الآن قي الحرة بحسب المدينة ناتج عن أسباب طبيعية، جراء حركة الصهير تحت الأرض والنشاطات البركانية، فالحرارة والضغط قد يؤثران على الصهير ويحركانه إلى مناطق ذات ضغط أقل في سطح الأرض، من خلال الضعف الموجود في القشرة الأرضية التي تعلوه، ويؤدي ذلك في غالبية الأحيان إلى هزات أرضية تتراوح بين المؤثرة والمحسوسة وغير المحسوسة، وعادة على شكل سرب زلزالية (مئات الهزات) يمكن تسجيلها بواسطة محطات الرصد الزلزالي، قد تستمر وتزيد قوتها إلى أن يظهر الصهير على سطح الأرض، بعد ذلك تخف حدتها أو يتوقف الصهير بسبب صلابة الطبقات العليا مثلاً ومن ثم يخمد النشاط إلى حين آخر». وأشار إلى أن تغير صفات هذه الهزات يكون بمثابة إشعار بحركة الصهير واقترابه من سطح الأرض، ومن خلال الرصد الزلزالي يستطيع الباحثون مراقبة تحرك الصهير، عبر رسم بؤر الزلازل (عمقها وموقعها) وتمكنهم من التنبؤ بقرب خروج الصهير أو بعده، إضافة إلى معرفة حجم الصهير وبعض صفات تكوينه عموماً. يذكر أن المدينة ومنذ النشاط الذي حدث عام 2007، دعمت العديد من الدراسات منها على سبيل المثال دراسة مستفيضة لمنطقة (لونير) لرصد النشاط الزلزالي وحرارة الأرض والغازات المنبعثة، وإجراء تحاليل جيوكيميائية للطفوح التاريخية، لفهم التبركن في المنطقة وعلاقته بمراكز التمدد في البحر الأحمر، إضافة إلى تطوير إستراتيجيات تهدف إلى التخفيف من المخاطر الجيولوجية، بغرض التقليل من الخسائر الاقتصادية والبشرية، والتخطيط الأمثل للأراضي.