عندما أطلقت شركة موتورولا الأميركية هاتفها الأول في العام 1983، اعتبره الجميع طفرة تكنولوجية غير مسبوقة، وتبعها احتكار نوكيا و سوني إيركسن سوق الهواتف المحمولة في العالم، قبل أن تقود المنافسة حالياً في السوق شركتي أبل وسامسونغ، الأمر الذي يولد لدينا تساؤلاً .. ماذا عن مستقبل الهواتف الذكية؟ قامت مراكز الأبحاث عدة بالتعاون مع العديد من الحكومات العالمية بأبحاث للتوقعات في هذا الشأن، ووقع اختيارهم على العام 2050، تكاملاً مع توقع الأممالمتحدة ارتفاع تعداد سكان العالم من سبعة بلايين نسمة إلى 9.6، وأن الطب سيشهد تطوير لقاحات لعلاج أمراض مثل الملاريا التي تقتل حوالى مليوني شخص سنوياً. واقترحت الدراسات أن الهواتف الذكية كما نعرفها قد لا نجدها في المستقبل، موضحةً أنها تحتاج إلى ثورة تكنولوجية لتتناسب معه، إذ يتوقع الباحثون أن تظهر هواتف ذكية لديها شاشات قابلة للطي، إلى جانب هواتف محمولة تأخذ شكل سوار يمكن ارتداؤه حول المعصم، وتتحول إلى ساعة ذكية أو خاتم في الإصبع، بحسب ما نشر موقع «هافينغتون بوست». وأورد الباحثون أن الهواتف المستقبلية ستعتمد على دمج الحياة المادية والرقمية، مرجحين تطوير النظارات أو عدسات لاصقة بالعين تتيح إجراء المكالمات الصوتية والفيديو وتصفح الإنترنت بتقنيات ثلاثية الأبعاد، وتتبع الحياة الصحية للمستخدم وأخطاره في حالة حدوث أمر ما قد يضر بالجسد. ويتوقع الباحثون أن يغزو الذكاء الاصطناعي مجال صناعة الهواتف الذكية، الأمر الذي سيترتب عليه أن تصبح قادرة على إدارة حياتنا اليومية، مثل طلب الطعام وشراء التذاكر وحجز الفنادق وجدولة المواعيد عبر التحكم الصوتي. وأضافوا أن أبحاث تقنية «الترابط الدماغي الحاسوبي» (BCI)، والتي من خلالها يمكن التحكم في الهاتف بواسطة قطعة صغيرة يتم وضعها في الأذن، تطورت بشكل ملحوظ أخيراً، إذ تعمل على تحويل الإشارات العصبية في الدماغ إلى أوامر ومن خلالها يمكن للمستخدم الوصول للمعلومات ومختلف التطبيقات وحتى التحكم بالتلفاز والأجهزة الإلكترونية والكهربائية في المنزل. وأشار الباحثون إلى أن التطور لا فرار منه، أن الشركات المصنعة للهواتف الذكية ليس لديها خيار عدم التطور، وإلا ينتظرها المعاناة ذاتها لشركتي موتوريلا ونوكيا خلال السنوات الماضية، إذ تكبدت الأولى خسائر فادحة لعدم قدرتهما على المواكبة و المنافسة، و بيعت لشركة «غوغل» قبل أن تشتريها الشركة الصينية «لينوفو» مقابل ثلاثة بلايين دولار، أما الأخيرة فحاولت البقاء عبر إطلاق هواتف «لوميا» أخيراً، ولكنها لم تحقق النجاح الذي يساعدها على البقاء وبيعت أسهمها بالكامل لمايكروسوفت.