تعجبت من تعدد المحامين الذين انبروا لتنظيف سمعة حليب السيميلاك - المتوافر في الخليج والسعودية - من شبهة التلوث بالخنافس الصغيرة، صحافيين ومسؤولين ومراكز خاصة. على سبيل المثال هيئة المواصفات والمقاييس السعودية طلعت بتصريح كسر عادة الصمت المتأصلة فيها، إذ عرف عنها صمت مطلق تجاه كثير من القضايا المنشورة. اعتمدت الهيئة على الورق، شهادات منشأ قدمتها الشركة. مؤكد أنني لا أشكّك في تلك الشهادات ولا يمكن أن ادعي صحتها، إنما مع كثرة سلع بشهادات «نصف كم» وسلع يكتب عليها صنع في الغرب وتأتي من الجنوب أمر كافٍ لإعادة النظر في ما صدر. المؤسف أن ظهور الهيئة - الحكومية - السريع غالباً ما يعتمد على حجم قوة المتضرر من الحدث! طبيب أطفال قال إن يرقات الخنافس لا تضر! والحقيقة أن هيئة الغذاء والدواء الأميركية وهي المرجع الأكبر ومن أطلق التحذير الأساس وما تعتمد عليه جهاتنا بالنقل والاستقبال قالت ذلك، لكنها اهتمت بعدم راحة الأطفال فيما لو «مزمزوا» خنفسة صغيرة، كان من الواجب على المطمئنين إرفاق صور للفروقات بين اليرقات والخنافس البالغة! الأخيرة من المفصليات وكنت قرأت في زمن مضى بحثاً يحذر من أكل لحم الضب كونه يتغذى على المفصليات، إلا انه من الواجب تلمساً للعدل، إعادة النظرة وتقليب المسألة، فمن الممكن أن هذه الخنافس صغيرة ولم «تتفصل» بعد. وهناك بعد آخر فات على المحامين «المتطوعين» وهو خطورة تعود الأطفال على طعم الخنافس وأثر ذلك على التوازن البيئي مستقبلاً. عند سحب بضائع تعودنا وعهدنا أن أسواقنا لا يوجد فيها شيء منها. من السيارات المعطوبة إلى أغذية الأطفال، هذه الصورة رسختها جهات رسمية وقوة شركات، لكن أظرف المحامين الذين حملوا شعلة التطمين ونشر له خبر في صحيفة «الرياض» مركز مغمور للتغذية لم نسمع به من قبل، حصل على مرتبة الشرف الأولى في سرعة مسح أسواق دول الخليج. قال المركز الذي يعيش على رسوم المؤتمرات والندوات وعلاقات بالشركات إن «تحرياته» أثبتت خلو أسواق الخليج من «سيميلاك» الملوث. تم ذلك خلال يومين أو ثلاثة لا غير من إطلاق التحذير في الولاياتالمتحدة، فانظر رعاك الله إلى قدرات خليجية مبهرة للمسح تتجاوز مسح السبورة إلى مسح الأرفف والمخازن في دول عدة بينها حدود ولها أسواق مفتوحة على الآخر. لا يعرف كيف تم المسح بالأقمار الاصطناعية أم بالفاكسات، والأخيرة اقرب. استعادة الثقة بجهات حكومية ليس بالأمر السهل بعد تفريط دام عقوداً، أما جهات أهلية سعودية أو غيرها فإن علاقاتها أو احتمال علاقاتها بالشركات القوية القادرة مالياً على الطمس يؤثر على صدقيتها. بقي أمر واحد شغل بالي، هل لحماس التطمين هذا علاقة بالتغذية في الصغر! www.asuwayed.com