لم يستبعد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، تسجيل إصابات بمرض «أنفلونزا الخنازير» خلال موسم حج هذا العام، لكنه توقّع أن تكون قليلة، وتُعامل وفق معايير طبية عالمية، لافتاً إلى أن نحو 19 ألف موظف وموظفة من أطباء وممرضين وإداريين سيعملون على خدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي، إضافة إلى استقطاب 135 استشارياً يقدمون خدمات في تخصصات نادرة تحتاجها الوزارة في هذا الموسم. وقال خلال مؤتمر صحافي، في مكتبه في الرياض أمس: «وزارة الصحة مستعدة لأي وباء أو مرض معدٍ ينتشر خلال هذا الموسم، بما في ذلك أنفلونزا الخنازير الذي انحسر، ولكنه لم ينته»، مضيفاً أن الحج يعد موسماً لانتشار الكثير من الأوبئة، ما جعل الوزارة تجند الكثير من الفرق الطبية الميدانية التي تتعامل مع الحالات الطارئة أولاً بأول في المواقع التي يتواجد بها الحجاج، وذلك بواسطة خبراء واستشاريين في الأمراض المعدية والفيروسات. وذكر أن جهازاً جديداً سيعمل للمرة الأولى خلال موسم الحج في مجال كشف الفيروسات والأمراض المعدية يستطيع اكتشاف 18 فيروساً في آن واحد، موضحاً أن لدى الوزارة احتياطياً كبيراً في رصد الفيروسات التي قد تحصل أو تنتشر، بما في ذلك الأنفلونزا المستجدة التي ستعامل كما صرحت منظمة الصحة العالمية على أنها كالأنفلونزا العادية، ولا تزال دول العالم بما فيها المملكة تسجل حالات قليلة يتم التعامل معها طبياً وفق الاستراتيجيات والمعايير التي أوصت بها المنظمات الدولية. وتوقع رصد فيروس أنفلونزا الخنازير بين الحجاج هذا العام «كغيره من الفيروسات الأخرى التي تتوقع الوزارة حدوثها في كل عام، ويتم التعامل معها وفق المعايير الطبية والعالمية». وأكد أن وزارة الصحة تنسق بشكل دائم مع منظمة الصحة العالمية والقطاعات الصحية في المملكة لإنجاح الحج وتأمين خلوه من الأمراض الوبائية والمعدية، إذ تستقطب كوادر في تخصصات نادرة مثل العناية المركزة والطب الوقائي، لافتاً إلى استقطاب 135 استشارياً يقدمون خدمات في تخصصات نادرة تحتاجها الوزارة في هذه المواسم. ووعد بأن يشهد هذا العام نقلة نوعية في مجال خدمات أمراض القلب، إذ جرى استقطاب استشاريين من داخل السعودية وخارجها لتقديم هذه الخدمات المتخصصة التي يحتاجها كثير من الحجاج والمعتمرين، خصوصاً كبار السن، مشيراً إلى أن الوزارة ستعقد مؤتمراً دولياً عن أثر التجمعات والحشود البشرية في الصحة العامة برعاية خادم الحرمين الشريفين في محافظة جدة خلال الفترة 23 - 25 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري بمشاركة نحو 500 شخص منهم 30 خبيراً عالمياً يمثلون وزارة الصحة الأميركية ووزارة الصحة الألمانية ومنظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض في الولاياتالمتحدة الأميركية والجامعة العربية والمكتب التنفيذي لوزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي والجمعية العالمية للسفر والبنك الإسلامي، إضافة إلى مشاركات من القطاعات الحكومية المحلية مثل لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية ووزارة الداخلية ووزارة الحج ووزارة الصحة ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة النقل وهيئة الهلال الأحمر السعودي والهيئة العامة للطيران المدني، إضافة إلى مركز الملك فهد لأبحاث الحج والجامعات السعودية. وتطرق إلى أن الوزارة هيأت 21 مستشفى و137 مركز رعاية صحية في المشاعر المقدسة والمدينة المنورة ومكة المكرمة لتقديم خدمة طبية مميزة، لافتاً إلى وجود تنسيق مع الجهات الأمنية لتحديد النقاط التي يكتظ بها الحجاج ويشكلون ازدحاماً كثيفاً من أجل التعامل الصحي معها. وحول ما أثير أخيراً عن سحب حليب الأطفال «سيميلاك» في أميركا لاحتمال تلوثه بيرقات خنافس، قال الربيعة: «الوزارة تأكدت من مصادرها التي تتعامل معها من أن التشغيلات التي رصدت ملاحظات عليها لا توجد في مستشفيات وزارة الصحة، ونحرص كل الحرص على تقديم كل ما هو آمن للمرضى».