رأى الممثل السعودي عبدالعزيز الفريحي أن المسرح السعودي ك «الرجل المبتورة ساقه» من دون العنصر النسائي، مشيراً الى أن وجود المرأة في العمل الفني مطلوب ليكتمل العمل. وأوضح الفريحي في حوار مع «الحياة» أن اعتمادة على الشباب «الناعم» في أعماله المسرحية هو لمحاكاة ومجاراة واقع الشباب في المجتمع السعودي، لافتاً الى أنه يعتمد عادةً في أعماله على أسماء الشباب الصاعدين لتقديمهم الى ساحة التمثيل بدلاً ممن احتكروها. وعن العنصرية في مسرحيته الأخيرة «شباب التحلية» والتي عرضت قبل فترة قال: «العنصرية انقرضت منذ أن قامت الدولة السعودية الاولى، فيكف لي أن أعيدها الآن من خلال مسرحية»، مشدداً إلى أنه لم يسيئ إلى أصحاب البشرة السمراء أو أحياء الرياض القديمة في عمله الأخير. كيف جاءت فكرة مسرحية «شباب التحلية»؟ - الفكرة للممثل فيصل العيسى، وأخرجها فيصل الجبر، وتحكي واقع أشهر الشوارع في مدينة الرياض وهو «شارع التحلية»، وما يحتضن من تقليعات الشباب والموضة التي بدأت تستهويهم في الفترة الأخيرة. وتحدثنا في هذه المسرحية عن فئة من الشباب. لماذا أوقفتم عرض مسرحية «شباب التحلية» أكثر من نصف ساعة في عرض عيد الفطر؟ - أوقفت المسرحية قبل بداية عرضها بسبب بعض المتشددين الذين لا ينتمون إلى أي جهة رسمية، مطالبين بإلغاء الموسيقى والأغاني بحجة تحفظهم على وجودها في المسرحية، قبل العروض وأثناءه، ما أجبرنا على إيقاف العرض نحو نصف ساعة، وتم توضيح الأمر لهم بأن هذا غير ممكن، وهو ما اضطرهم إلى الانسحاب من المسرح بهدوء. لماذا اعتمدتم على تكثيف الأغاني والموسيقى؟ وهل حاولتم إثارة حفيظة البعض بالرقص؟ - اعتمدنا على تكثيفها لأنقل واقع وحال الشباب في «شارع التحلية»، وما يقومون به خلال وجودهم، على مستوى رفع أصوات الأغاني والرقص وإغلاق الشوارع والتباهي أمام الآخريين بالرقص والتجمعات، ولم نضف غير واقع الشارع، نقلنا واقع «التحلية» على خشبة المسرح، ولم نفكر في إثارة حفيظة أحد، لأن ما عرض في المسرحية هو واقع الشارع. لماذا تغيب الأسماء المعروفة عن المسرحيات التي تشارك بها؟ - بسبب انشغال الأسماء الكبيرة في التمثيل بأعمال أخرى، ما يضطرنا إلى اختيار أسماء من الشباب الصاعدين الذين من الممكن أن يكون لهم مستقبل كبير في المسرح والكوميديا. اعترض بعض الجمهور بعد العرض الأخير من المسرحية، بكونكم تعمدتم الاستهزاء بسكان بعض أحياء الرياض، إضافةً إلى العنصرية تجاه أصحاب البشرة السمراء، وهو ما تسبب بانسحاب جماعي من الجمهور اعتراضاً على ما ذكر في المسرحية؟ - ما أثير عن العنصرية والتحيز إلى طبقة محدده من المجتمع أو بشرة معينة غير صحيح. تحدث العمل عن كل ما يدور في شارع التحلية من تجمعات للشباب من جميع الطبقات والألوان، ولم نحدد شخصيات أو نرمز إلى طبقة بعينها، لكن هناك من حاول إثارة القضية بسبب أننا وظفنا من ضمن مشاهد المسرحية فرقة راقصة «راب» معظمهم من ذوي البشرة السمراء كانوا يحكون واقع بعض حال الشباب في شارع التحلية، أما في ما يخص الاستهزاء ببعض سكان أحياء الرياض فنحن لم نتطرق إلى حي محدد بل تطرقنا إلى أحياء عدة، وناقشنا أوضاعهم وحالاتهم وطبقاتهم الاجتماعية فقط، ولم نتعرض بالإساءة لأحد، وبعكس ما تناقلته بعض المواقع عن انسحاب عدد كبير من الجمهور، فنحن أغلقنا أبواب المسرح قبل بدء العرض بنصف ساعة، لعدم وجود أماكن شاغرة، فكيف ينسحب بعض الجمهور بسبب ما طرح في العمل؟! لماذا التركيز في أعمالك المسرحية على تمثيل أدوار الشباب «الناعم»؟! - «النعومة» في بعض الشباب، موجودة في مجتمعنا ولا نستطيع أن ننكرها، كموضة «طيحني» و «كدش» وغيرها، وهذا ما أردنا إيضاحه في الإسقاطات المباشرة داخل المسرحيات التي عرضت. كيف ترى وجود العنصر النسائي في المسرح السعودي؟ المسرح السعودي قائم، وقادم بقوة من دون عنصر نسائي، والسبب يعود في أن العادات والتقاليد حكمت على المسرح بأن يكون «كالرَّجُل المبتورة ساقه»، لا نستطيع كسر تلك القيود التي تحكمنا في الفن وغيره، ووجود العنصر النسائي في الفن بشكل عام مطلوب ويجب توافره، وأنا من المؤيدين وجوده في الأعمال الفنية، إذ لا يكتمل الفن إلا به. هل ترى بأن المسرح السعودي أصبح ينافس المسارح الخليجية والعربية؟ - المسرح السعودي بعد فترة الركود التي اجتاحته خلال السنوات الماضية عاد الآن وبقوة لينافس المسارح الكبيرة في الوطن العربي، هذا إذا ما كان تفوق على بعض المسارح مثل الكويت ومصر، وذلك بسبب وجود مسرحيين ومخرجين ومؤلفين محترفين، إضافة إلى أنه لدينا مسارح ذات تقنيات عالية. ما أسباب تغيبك عن الأعمال الفنية بشكل عام، إذ لا تظهر إلا في عملين فقط طوال العام؟ - عملي الأساسي، سبب بعدي عن المجال الفني، إذ لست كبعض الفنانين المتفرغين للأعمال الفنية طوال العام، إلى جانب ارتباطي الأسري، كما أنني أختار الأعمال التي تتلائم مع ظروفي العملية والأسرية. ما تقويمك للإنتاج الفني السعودي؟ - الإنتاج السعودي يعد في الفترة الأخيرة أقل من المتوسط، بسبب قلة الاحترافية لدى المنتجين السعوديين والتعامل مع مشروع العمل الفني، إلى جانب أن هناك مشكلة يواجهها الممثلون السعوديون عادةً وهي قلة أجورهم، على رغم الموازنات الضخمة للأعمال السعودية، إضافة إلى أن الممثلين غير السعوديين يتقاضون أجوراً أعلى ومميزات أفضل في السكن أو في سرعة تسليم أجورهم. هل تفكر بخوض تجربة الأعمال السينمائية؟ - ليس لدينا سينما حقيقية لكي نعمل فيها أو لها. السينما السعودية تحتاج إلى منتجين ومؤلفين سعوديين، فمن غير الواقع والمنطق أن أنتج فيلماً سينمائياً سعودياً خارج السعودية. إذاً، ماذا تعتبر الأفلام السعودية التي عرضت أخيراً؟ - إذا كانت أعمالاً أنتجت خارجياً فهي ليست سعودية، وإن كنت تقصد فيلم «مناحي» للممثل فايز المالكي فهو ك «بيضة الديك».