وجهت وزارة الداخلية السعودية نظيرتها وزارة التربية والتعليم بعدم تسجيل الطلاب المنقطعين عن الدراسة داخل المدارس إلا بعد الرجوع إليها وأخذ الموافقة على ذلك، إضافةً إلى إلزامها أيضاً ببعث تقارير فورية عن أي طالب تظهر عليه سلوكيات أو تصرفات تبعث على الشك والريبة. وأفصحت مصادر تعليمية ل «الحياة» أمس عن خطابات وزعتها وزارة الداخلية السعودية على إدارات التربية والتعليم في مختلف المناطق والمحافظات السعودية، والتي بدورها عممتها على المدارس بمراحلها المختلفة الابتدائية والمتوسطة والثانوية تفيد كل مدرسة بعدم تسجيل أي طالب انقطع عن الدراسة لأي سبب كان، إلا بعد الرجوع لإدارة التعليم لاستيضاح الأمر حول مسببات الغياب. وأكدت تلك المصادر أن الداخلية السعودية ألزمت الوزارة أيضاً بالتشديد على مدارس المملكة كافة ببعث تقارير فورية وبشكل عاجل عن حال أي طالب من طلابها تظهر على تصرفاته أو سلوكياته ما يدعو إلى الشك والريبة، موضحةً أن هذا التعميم شمل مدارس ومجمعات التعليم السعودية كافة. ولفتت المصادر إلى أن الداخلية لم تحدد فترة الانقطاع المدرسي المشمولة بالقرار، أو فترة التغيب عن المدرسة لدى الطالب كانت قصيرة أم طويلة، مشيرةً إلى أن أي انقطاع لأي طالب مهما كان حجمه يدخل في حيثيات القرار، إضافةً إلى ضرورة أن تتم إحالة أي طالب يرغب في العودة إلى المدرسة إلى إدارة التربية والتعليم التابعة لمدرسته. وأوضحت المصادر أن هناك لجنة تعليمية عليا شكلت لهذا الشأن، وتقع في كل إدارة تعليم لمتابعة مثل هذه المشكلات وتسجيلها والنظر فيها، ومن ثم إصدار القرارات حولها، مشيرةً إلى أن اللجنة تعمل على استقبال الطالب المنقطع عن الدراسة، والذي يرغب في العودة إلى المدرسة، وتبدأ في أخذ بياناته، وسؤاله ومناقشته عن أسباب الغياب ودوافعه، ومن ثم تعمل على إصدار التقارير اللازمة حول حاله، وإرسالها إلى الجهة المعنية وذات الاختصاص. وكشفت تلك المصادر أن إحدى المدارس الثانوية التي تقع في مكةالمكرمة (تحتفظ «الحياة» باسمها) تشهد حالياً حالة مماثلة لطالب منقطع عن الدراسة، كان انقطع عن المدرسة لفترة معينة، ثم عاد إليها بغرض إكمال الدراسة، إلا أن إدارة المدرسة رفضت تسجيله، وأحالت كامل أوراقه وملفاته إلى إدارة تعليم المنطقة التي مازالت لجنتها المشكلة تبحث مع الطالب أسباب تغيبه عن المدرسة طوال هذه المدة ودوافعها، ولم تبت في هذا الأمر حتى الآن.