لم يكن اليوم الوطني السعودي هذا العام في ربوع كندا عادياً للكنديين أنفسهم الذين تجاوز عددهم الآلاف، وبحسب تقديرات إدارة الشؤون الثقافية في الملحقية الثقافية السعودية في كندا، وصلت أعداد الحضور من الكنديين إلى نحو خمسة آلاف زائر. المبتعثون السعوديون بجميع مراحلهم إلى جانب أطفالهم، احتفوا بضيوفهم الكنديين الذين قلد بعضهم رقصاتهم وأهازيجهم وسجلو أعجاباً بالثقافة السعودية وثرائها المتنوع. وقال مدير إدارة الشؤون الثقافية الدكتور سليمان بن إبراهيم الرياعي ل «الحياة»، إن الاحتفال باليوم الوطني ال80 هذا العام كان مختلفاً في توجهه وترتيباته، إذا تم اعتماد أربعة برامج مميزة من بين برامج 16 نادياً طلابياً أسهمت في الاحتفال بهذا اليوم التاريخي، موضحاً أن معظم الاحتفالات أقيمت داخل الجامعات الكندية لاستثمار هذا الاحتفال في عكس صورة مشرفة عن الوطن للمجتمع الأكاديمي الكندي وطلاب الدول الأخرى الدراسين هنا. وأكد الرياعي رصد أصداء طيبة بين شرائح الكنديين الذين حضروا، منوهاً أن فقرات البرامج كانت باللغة الانكليزية لعكس تطورات الوطن، مع إعطاء صور مشرقة عن الإنسان السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأشار إلى أن نسبة أساتذة الجامعات ومسؤولي مدراس اللغة كانت الأكبر بين الحضور، وأن الاحتفالية الوطنية استثمرت لتقوية العلاقات الأكاديمية والتواصل مع الجانب الكندي، كما لم يتوان الطلاب السعوديون في دعوة أساتذتهم وأصدقائهم من الجامعات الكندية. وذكر رئيس نادي مدينة ترونتو المهندس أسامة العبدالوهاب، أن احتفالهم باليوم الوطني شمل 13 فقرة من أبرزها عروض عن السعودية وتاريخها وخادم الحرمين الشريفين، وأخر عن المشاعر المقدسة وخدمات شعائر الحج والعمرة، إضافة إلى عرض عن منجزات المرأة السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تضمن الحديث عن سبع سيدات سعوديات من أبرزهن الدكتورة خولة الكريع والدكتورة حياة سندي، لافتاً أن شهرة هؤلاء النساء جعل تقديمهن سهلاً للكنديين. وأضاف: أنه تم عرض أغاني وطنية باللغة الانكليزية وأيضاً تلبيس سيارتين بالإعلام السعودية قطعتا نحو عشرة كيلو مترات داخل مدينة تورنتو العاصمة الاقتصادية لكندا، حتى توقفتا أمام مقر الاحتفال، مشيراً إلى أن مشاركة الأطفال تمثلت في غناء النشيد الوطني في بداية الاحتفالية. من جانبه، أوضح رئيس النادي السعودي الطلابي في هليفاكس المهندس عبدالله الثقفي، أن برنامجهم للاحتفال باليوم الوطني 80 تضمن 12 فقرة وخمسة أركان داخل أكبر صالة للاحتفالات في جامعة دلهاوزي الكندية. وأكد أن زملاءه المبتعثين يحرصون كل عام على تنويع الاحتفال باليوم الوطني، إذ كل عام يتم إعطاء نوع من الثقافة السعودية فرصة أكبر، موضحاً أن لديهم في الاحتفال فقرتين مهمتين الأولى عن ثقافة زفة العروس في السعودية تقدمها فتاة كندية، وتبرز فيها مظاهر الزفة بشكل كامل بما في ذلك الأغاني المصاحبة. وأضاف أن لديهم فقرة أخرى عن الاحتفال بالمولود الجديد في الثقافة السعودية، تشمل بعض الأناشيد الخاصة بهذه المناسبة. وفي مقاطعة فانكوفر أقام النادي الطلابي السعودي متحفاً مصغراً مخصصاً للملابس والأدوات التراثية السعودية مع وضع صور تاريخية عن السعودية قديماً وحديثاً، وأيضاً صور عن المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبنائه من الذين حكمو بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقالت السيدة كوني أنها لم تصدق أن الأكل السعودي بهذه اللذة والجودة الغذائية العالية، مشيرة إلى أنها لأول مرة في حياتها تتناول أكل سعودي شعبي. وبينت سرورها بحضور هذه المناسبة لأول مرة في حياتها وأنها متشوقة لمعرفة المزيد عن السعودية، مشيرة إلى تلقيها ثوباً نسائياً سعودياً تقليدياً من إحدى صديقاتها الطالبات السعوديات، وأن هذه الهدية تعني لها الشيء الكثير. أما نيل مدير مدرسة، فأكد أن معظم المدارس الكندية تشارك الطلاب السعوديين احتفالهم باليوم الوطني وتسمح لهم بتنظيم ما يرونه في المدرسة وباستخدام تجهيزات المدرسة حتى يقدموا تعريفاً بوطنهم لزملائهم من الدول الأخرى ومعلميهم. وأضاف: أنه استمتع كثيراً بمشاهدة الكثير من الفعاليات السعودية خلال الاحتفال، وأن عائلته شاركته الحضور وتناول الأكل السعودي المدهش، بحسب تعبيره. من جهة أخرى، تحولت أكبر قاعة فندقية في العاصمة الكندية إلى سعودية في كل تفاصيلها سواء من الزي الرسمي اللافت بالنسبة للشعب الكندي، أو التراث الشعبي الذي أعد لهذه المناسبة خصيصاً، إلى جانب الأكلات السعودية المعروفة مثل الجريش والسليق والكبسة السعودية، إضافة إلى تشكيلة واسعة من التمور السعودية. ووجهت السفارة السعودية في أوتاوا، رقاع الدعوة إلى نحو ألفي زائر ما بين ضيوف ديبلوماسيين وأعضاء برلمان وأساتذة جامعيين ومسؤولي تعليم. تكفلت شاشتين تلفزيونيتين ضخمتين وضعتا في ركني القاعة، بعرض فلم قصير تعريفي عن السعودية باللغة الانكليزية، فيما ألقى السفير السعودي لدى كندا أسامة أحمد السنوسي أحمد كلمة قصيرة بهذه المناسبة مرحباً بكل ضيوف الوطن، عند قطعه قالب كيك ضخم أعد بهذه المناسبة. وفي مصر كان لاحتفال السعوديين باليوم الوطني شكل مختلف، إذ واكب مطعم «مجرشي» السعودي في القاهرة الاحتفالات من خلال تزيين المحل بالعلم السعودي واللون الأخضر، ليتفاعل عدد من أعضاء الجالية السعودية في مصر باليوم الوطني في أجواء تحمل الطابع السعودي بشكل واضح.