على رغم اعترافه بأن «إرضاء الناس غاية لا تدرك»، يعكف وزير العمل السعودي المهندس عادل فقيه على محاولة البحث عن حلول خلاّقة ومبتكرة تجلب الرضا إلى وزارته التي يعترف أيضاً بأنها «غير مرض عنها»!. ولا تتوقف اعترافات فقيه عند هذا فحسب، بل يواصل مسلسل اعترافاته بتأكيده جهله (شخصياً) لكثير من الأنظمة والتفاشصيل في وزارته، ويكشف فقيه الذي تربع على كرسي وزارة العمل أخيراً حيرته بين فريقين متنازعين يجب أن تفصل بينهما وزارته، «يمثل أولهما رجال أعمال يسعون إلى مضاعفة أرباحهم والمساهمة في النمو الاقتصادي من طريق الحصول على أعداد كبيرة من العمالة بكلفة زهيدة، بينما يمثل الفريق الآخر مواطنون يحلمون بالحصول على فرصة وظيفية تكفل لهم حياة كريمة في وطنهم الذي يغص بملايين العاملين من دول أخرى». وقال فقيه البارحة الأولى (في احتفائية رجل الأعمال عبدالرحمن فقيه به في دار الأول في مكةالمكرمة): «لم يكن إعلاني حاجتي إلى ثلاثة أشهر حتى أبدأ في التصريح الإعلامي والتعليق على ما يدور داخل أروقة الوزارة نوعاً من الدبلوماسية أو تهرباً من الإجابة بل كان اعترافاً بجهلي لما يدور في دهاليز الوزارة. فمن الخطأ أن أتحدث في وقت مبكر من عمري في الوزارة، خصوصاً في ظل الخلاف الأزلي بين موفري الفرص الوظيفية والراغبين في الظفر بها الذي يحتم أن يكون تحقيق النجاح في تحقيق إرضاء إحدى الفئتين على حساب الأخرى، لذلك فإن هذه القضية متعددة الأبعاد تتطلب حلولاً متعمقة ومتأنية وخلاّقة تحقق النجاح للفريقين وليس لأحدهما فقط. وأرى أن إبدائي آرائي حالياً لن يخدم أصحاب الأعمال ولا طالبي الوظائف». وكشف وزير العمل السعودي قيادته حراكاً يهدف إلى حشد أكبر قدر من الرؤى والأفكار والحلول المقترحة لأزمة التوظيف في السعودية. ولفت إلى تلقيه وعوداً من رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل بدرس القضايا ومناقشتها وطرح المقترحات والحلول المناسبة لها. وشدد فقيه على أنه يحتاج في الوقت الراهن إلى سماع كل الآراء ودرس جميع الأفكار، «وإذا ما صدقت النية سنتوصل بمشيئة الله إلى حلول ترضي الأطراف كافة». وعرج وزير العمل على موضوع صفحته على موقع «الفيس بوك»، معتبراً إياها أحد الروافد المهمة التي سيعتمد عليها في التعرف على أعمال الوزارة وخدماتها للناس، قائلاً إنه أصبح لديه الآن أكثر من خمسة آلاف صديق على «الفيس بوك»، وهو ما شجعه على فتح صفحة أخرى على الموقع نفسه تسمح له بزيادة عدد الأصدقاء إلى الحد الأعلى للصفحة والذي قد يصل إلى أكثر من 50 ألف صديق خلال الشهرين المقبلين، مشيراً إلى أن أكثر من 95 في المائة من التعليقات التي تلقاها من خلال الموقع «ليست من أصحاب العمل بل جاءت من الشباب والفتيات الباحثين والباحثات عن العمل»، لذلك وبعد أن لمس مواقفهم الجامدة من الحلول الخاصة بقضايا الوزارة وخدماتها طلب منهم طرح نوعية المواضيع التي يرغبون في التحدث بخصوصها تمهيداً لمناقشتها بالترتيب أمام كل الناس. وفي الاحتفائية، وصف رجل الأعمال المكي عبدالرحمن فقيه وزير العمل السعودي بأنه أحد الثمار الطيبة والنماذج المضيئة لهذا الوطن الغالي الذي فتحت له القيادة السعودية الرشيدة نافذة العلم والتحصيل قبل أن تشرع له أبواب خدمة الوطن، مشيراً لما لوالده الأديب الراحل محمد فقيه من أثر كبير في تربيته وتنشئته، داعياً له بالتوفيق. وتطرق فقيه إلى خطة التنمية التاسعة التي تضمنت نمواً سنوياً يبلغ متوسطه 5.2 في المئة زيادة عن النسبة السابقة 3.8 في المئة، كما تحدث عن العمالة السعودية التي تنادي خطة التنمية بتوظيف 226.400 عامل سعودي وعرّج على مدى مساهمة العمالة الوافدة في خطة التنمية. يذكر أن وزير العمل قد انضم إلى موقع «الفيس بوك» ليكون ثالث وزير سعودي يصبح أحد أعضاء أكبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، بعد وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ووزير العدل الدكتور محمد العيسى. وخلال 18 ساعة من وضع وزير العمل إعلانه على صفحته الشخصية، بلغ عدد التعليقات والمداخلات أكثر من 67 تعليقاً من سعوديين، أبدوا من خلالها استحسانهم الفكرة، إذ يتميز الموقع بالتفاعل المباشر عند تبادل المعلومات والأفكار والحوار المفتوح. وبحسب آخر إحصائية، فإن عدد أعضاء الموقع من الجنسيات العربية بلغ 18 مليون عضو وحققت «اللغة العربية» أعلى معدل نمو 18 في المئة، في شهر آب (أغسطس) الماضي وتلتها اللغة البرتغالية بمعدل 11 في المئة. وقد بلغ عدد الأعضاء المسجلين من جميع العالم أكثر من 500 مليون مشترك بينهم شخصيات عامة من مختلف أرجاء العالم وساسة من أبرزهم الرئيس الأميركي باراك أوباما وحاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.