استقبل الرئيس محمود عباس مساء امس وزيرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون التي بدأت مساع لانقاذ المفاوضات من عقدة الاستيطان، وذلك بعد ساعات قليلة على استقباله المبعوث الاميركي جورج ميتشل في لقاء انتهى من دون تحقيق اختراق، وإن أكد ميتشل أنه سيواصل جهوده بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من اجل التوصل الى «أرضية مشتركة» بين الجانبين. في هذه الاثناء، نفى مسؤول في البيت الابيض ل «الحياة» وجود رسالة بعث بها الرئيس باراك اوباما الى نتانياهو يعده فيها بضمانات امنية وسياسية في حال تمديد تجميد الاستيطان مدة شهرين، كما يهدده فيها بتبني حدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات في حال عدم التمديد. وواصل ميتشل امس جولة مكوكية كان بدأها اول من امس بلقاء نتانياهو، قبل ان يلتقي عباس امس في رام الله حيث صرح بأنه سيعود مجددا صباح اليوم الى رام الله للقاء عباس بعد ان يلتقي نتانياهو. ويسابق ميتشل الزمن قبل موعد اجتماع لجنة المتابعة العربية الذي كان مقررا الاثنين في القاهرة، وأرجئ الى الاربعاء المقبل في قرار اختلفت تفسيراته بين من رأى انه يهدف الى اتاحة الفرصة امام الجهود الاميركية الرامية الى تذليل العقبات، وبين تفسير فلسطيني رأى ان التأجيل يهدف الى ضمان حضور جميع الوفود العربية من اجل اتخاذ قرار في شأن مصير المفاوضات، وبين تلميح ديبلوماسي الى ان بعض الوزراء العرب طلب التأجيل من اجل مزيد من المشاورات لبلورة موقف عربي موحد. ومن المقرر ايضا ان تلتئم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة «فتح» غدا في رام الله لاتخاذ قرار في شأن جدوى المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان. وصرح ميتشل بعد اجتماع استمر ساعتين مع عباس: «مصممون على مواصلة جهودنا للتوصل الى ارضية تفاهم بين الطرفين بهدف اتاحة استمرار المفاوضات»، مضيفاً: «سنواصل جهودا مكثفة خلال الايام المقبلة». من جانبه، كرر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الموقف الفلسطيني الرافض للمفاوضات في ظل الاستيطان، والقى بالمسؤولية على الجانب الاسرائيلي في تخريبها قائلا: «ان الذي قرر استمرار الاستيطان هو الذي قرر وقف المفاوضات». وكشف ان عباس نقل هذا الموقف للرئيس «اوباما في رسالة خطية». في هذه الاثناء، نفى البيت الابيض ان يكون اوباما بعث برسالة الى نتانياهو يعده فيها بضمانات امنية وسياسية مقابل تجميد الاستيطان مدة شهرين. واكد الناطق باسم البيت الابيض تومي فيتور: «ليست هناك رسالة من الرئيس اوباما الى نتانياهو، ولن نعلق على المحادثات الديبلوماسية الحساسة». وكان معهد «واشنطن لدراسات الشرق الادنى» سرّب مضمون رسالة قال ان اوباما بعث بها الى نتانياهو يؤكد فيها أنه في حال موافقة اسرائيل على تمديد تجميد الاستيطان مدة شهرين، فإن واشنطن لن تطالب بتجديد آخر، بل ستدعو الى بت مسألة الاستيطان على طاولة المفاوضات. كما تتضمن الرسالة التزامات تتناول تسليم اسلحة لاسرائيل في حال التوصل الى ترتيبات امنية في عملية السلام، وتتعهد استخدام «الفيتو» الاميركي ضد اي مشروع قرار في مجلس الامن يتعاطى مع عملية السلام خلال سنة المفاوضات، وضمان منع تسلل الصواريخ والاسلحة والارهابيين الى اسرائيل من الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية، وبالتالي تعرض الرسالة ضمان امن وادي الاردن في المرحلة الانتقالية، والانخراط مع الدول العربية في محادثات تتناول هيكلية امنية اقليمية. اما في حال عدم التجديد، فتدرس الادارة الاميركية خيار تبني حدود عام 1967 كمرجعية للمفاوضات، مع تعديلات طفيفة، او الضغط على اسرائيل لتقديم حوافز بناء ثقة مع الفلسطينيين في غياب تمديد تجميد الاستيطان.