أكد الرئيس حسني مبارك لنخبة من المثقفين المصريين ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية بين مسلمي وأقباط البلد، وذلك في أعقاب توتر ساد العلاقة بين الطرفين على خلفية حديث سكرتير المجمع المقدس الأنبا بيشوي عن تحريف مزعوم في القرآن الكريم ومطالبته بحذف آيات منه، ما أثار حفيظة الأزهر الذي انتقد هذه التصريحات في شدة ودفع بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة الثالث إلى الأسف لما لحق بالمسلمين من غضب جراء هذه التصريحات. وكان مبارك التقى أمس مع نخبة من رموز الفكر والثقافة لما يزيد عن أربع ساعات في حضور وزيري الثقافة فاروق حسني والإعلام أنس الفقي والكتاب أنيس منصور والسيد ياسين وخيري شلبي وصلاح عيسى ومحمد سلماوي ويوسف القعيد وسامية الساعاتي وعائشة عبدالمحسن أبو النور وفوزي فهمي وأحمد عبدالمعطي حجازي ومدير المركز القومي للترجمة جابر عصفور الذي قال عقب اللقاء: «إننا من خلال ما استمعنا إليه من الرئيس مبارك خلال اللقاء، نستطيع أن نقول إننا شعرنا بالاطمئنان الكامل على مستقبل مصر، وتبددت الكثير من الهواجس والمخاوف التي كانت بداخلنا إزاء بعض القضايا قبل لقاء الرئيس». وأضاف أن اللقاء تطرق إلى الكثير من القضايا حول الواقع السياسي المصري، والجوانب الخاصة بقوة مصر وعلاقاتها الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عدد من القضايا المرتبطة بتنمية الوعي العام لدى المواطنين، بما يحول دون محاولات من جانب أي أطراف خارجية لتشويه الواقع أو بث بذور الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد». وأشارت الكاتبة عائشة أبو النور إلى أن الرئيس مبارك شدد على أهمية إعلاء قيمة المواطنة، وأن تكون مصر وطناً للجميع دون أي تفرقة بين مواطنيها. وقال الكاتب رئيس تحرير جريدة «القاهرة» صلاح عيسى إن الرئيس مبارك أكد أن مصر لا تقبل أي تدخل في إرادتها السياسية ولا تقبل أي ضغوط أجنبية، إضافة إلى تأكيد الرئيس ضرورة حماية الحريات السياسية والعامة، وأن تتمتع مصر بما يليق بها وبمكانتها في هذا الشأن.