جالت في خاطري فكرة قيام اتحاد الكرة باستنساخ نظام ساهر الذي بدأت إدارة المرور في تطبيقه في بعض المدن السعودية، خصوصاً أن سرعة الانفعالات من الإداريين واللاعبين تشبه إلى حد ما تجاوز سائق بسيارته السرعة المحددة... ! وكلا التصرفين يمثلان تجاوزاً في حق النفس والناس، فالسرعة الزائدة في المركبة قد تؤدي إلى إيذاء السائق ومن معه، وربما إيذاء الآخرين من الأبرياء، والتصريحات الخارجة عن اللباقة واللياقة والأدب التي نسمعها بعد المباريات، تعتبر نوعاً من أنواع القذف، والتعدي على خصوصيات الآخرين... ! ولا أدري لماذا نحن من دون غيرنا من دول الجوار لا يرتاح لنا بال، حتى نشتم هذا، ونتوعد هذا، وننتقص من هذا، وكأننا في معركة حربية، لابدّ فيها من منتصر، ونسينا أن كل ما في الأمر أننا نخوض منافسات في الرياضة، وفي كرة القدم على وجه الخصوص...! إن كرة القدم التي نلعبها هي كرة القدم التي يلعبها غيرنا، ومع ذلك لم أشاهد ولم أسمع ولم أقرأ في مباريات الدوري الإنكليزي، أو الإيطالي، أو الإسباني، ما يشبه العبارات التي يستخدمها الإداريون في ملاعبنا، أو حتى الإعلام... ! وهذا على رغم أن الخسارة في مباريات الدوريات الأوروبية تكلف ملايين الدولارات، إلاّ أنهم يؤمنون بأن كرة القدم فوز وخسارة، في حين أن «ربعنا» لا يعتقدون بذلك، بل إن هذا الموسم جاء لنا بظاهرة أن الصغار بدأوا يتطاولون على الكبار، حتى وهم ضيوف عليهم... ! تقول القاعدة الكروية «لا كبير في كرة القدم»، وهذا يتقرر خلال تسعين دقيقة فقط هي عمر المباراة، لكنه لا يعني بأي حال من الأحوال أن نتجاهل التاريخ، والبطولات، ونصف بمجرد الخسارة أو التعادل، لاعبي الفريق المنافس ب«الحيوانات»... ! ولا شك أن هذه الألفاظ الخارجة على الذوق العام، والاحترام المطلوب، لا يجدي معها تطبيق فقرة في لائحة العقوبات، فما بدر من إداري فريق الفتح ضد لاعبي فريق الاتفاق، هو إهانة لكرامة الإنسان الذي كرمه الله في كتابه العزيز وفضله على كثير من المخلوقات. ولذلك فأنا أعتقد أن ما صرح به إداري الفتح - إذا كان مسجلاً -، هو فعل أكبر من عقوبات اللائحة، ويحتاج إلى عقوبة رادعة تعيد الحق لأصحابه، وتضع حداً لتكرار ذلك، لأنه لا يمكن أن يكون لدينا أفضل دوري عربي، وربما آسيوي، والإداريون يتصرفون بهذه الطريقة المخجلة، فهل يكون لدينا «ساهر» آخر... ؟ [email protected]