أطلقت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) قمراً اصطناعياً أمس (السبت)، هو الأول في سلسلة من أربعة أقمار للأرصاد الجوية من الجيل الجديد، قادرة على مراقبة تشكل العواصف فوق القارة الأميركية في الوقت المناسب لتوفير توقعات أدق للأرصاد الجوية. وسيوفر القمر الاصطناعي "جيوستايشنري أوبيريشنل إنفايرمنتل ساتلايت" (غوس - آر)، مشاهد عن تطور الطقس وأخطر العواصف بوتيرة تتراوح بين 30 ثانية وخمس دقائق. وبث تلفزيون ناسا مشاهد مباشرة لإطلاق القمر الاصطناعي أمس من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا (جنوب شرق) بواسطة الصاروخ "أطلس 5" التابع لشركة "يونايتد لونش الاينس". وقال خبير الأرصاد الجوية في محطة القوات الجوية الأميركية في كاب كانافيرال تود ماكنمارا أن توقعات الطقس ستشهد تحسناً هائلاً في غضون أشهر قليلة فقط بسبب هذه الأقمار الاصطناعية. وتنوي ناسا و"الوكالة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي" (نوا) اللتان تتعاونان في إطار هذا البرنامج، استثمار 11 بليون دولار في مشروع الأقمار الاصطناعية الجديدة هذا. وستحل هذه الأقمار مكان الأسطول الحالي من أقمار الأرصاد الجوية التي لم تشهد أي تحديث كبير منذ 40 عاماً. وأوضح العالم في برنامج هذه الأقمار في وكالة "نوا" ستيفن غودمان أن هذه الأقمار ستجعل باستطاعة خبير أرصاد جوية وحيد أن يراقب 20 عاصفة بالتزامن، وأن يحدد بفضل أجهزة القمر الاصطناعي تلك التي تشكل أكبر خطر على السكان، وسيمكنه التشخيص السريع من إصدار الإنذار في وقت أبكر. وستمكن تقنية التصوير المتطورة الموجودة في القمر الاصطناعي من توفير بيانات حول الصواعق بسرعة أكبر بخمس مرات عما هي الحال الآن، مع وضوح يمتد على 10 كيلومترات تقريباً. ويمكن هذا القمر الاصطناعي أن يراقب انبعاثات الكتلة التاجية للشمس وتوقع الإشعاعات القوية التي قد تنتج منها. وقد يكون لهذه الإشعاعات تأثير مضر في الرواد الموجودين في مدار الأرض وفي الملاحة الجوية والأقمار الاصطناعية للاتصالات. وسيساهم القمر الجديد عند وضعه في المدار في تحسين الأرصاد الجوية على المدى الطويل مثل توقع شدة فصل الشتاء أو أخطار وقوع جفاف. وسيساعد القمر الذي سيوضع على مدار ثابت فوق القارة الأميركية، العلماء على فهم أفضل للتفاعلات بين التربة والمحيطات والغلاف الجوي والمناخ.