تستعد الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) لإطلاق أول رحلة غير مأهولة للمركبة «أورايون» غداً، في مهمة ترمي إلى اختبار قدرة الولاياتالمتحدة على إرسال رواد فضاء في رحلات بعيدة للمرة الأولى منذ مهمات «أبولو» إلى القمر قبل أربعين عاماً. لكن مركبة «أورايون» التي يمكنها أن تنقل أربعة رواد إلى القمر وما بعده، لن تنفذ رحلتها المأهولة الأولى قبل عام 2021. وهذه المركبة ذات تصميم يحاكي تصميم مركبة «أبولو»، وصنعتها مجموعة لوكهيد مارتن، وهي المركبة الفضائية المأهولة الأولى التي تنتجها الولاياتالمتحدة منذ ثلاثين عاماً. وكانت آخر المركبات الأميركية المأهولة التي نفذت مهمات فضائية هي المكوكات التي أبصرت النور عام 1981، وسحبت من الخدمة في صيف 2011. ومن المقرر أن تجرى عملية إطلاق «أورايون» من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا، بواسطة صاروخ من طراز «دلتا آي في» من تصميم مجموعة «يونايتد لونش الاينس». وتشير التوقعات إلى أن الأحوال الجوية ستكون مواتية بنسبة 60 في المئة لإتمام عملية الإطلاق، من دون استبعاد إمكان هطول أمطار غزيرة وهبوب رياح عاتية. وحين تصل «أورايون» إلى مدار الأرض بعد 17 دقيقة من الانطلاق، تجري دورتين حول كوكبنا على ارتفاع خمسة آلاف و800 كيلومتر على مدى أربع ساعات و24 دقيقة، ثم تهبط في مياه المحيط الهادئ على مسافة ألف كيلومتر قبالة سواحل المكسيك. والهدف الأساسي من هذه المهمة هو اختبار الدرع الحرارية الواقية للمركبة وصمودها في درجات حرارة ستصل إلى 2200 درجة مئوية حين تعود إلى إلى الارض وتحتك بالغلاف الجوي، وكذلك اختبار المظلات وأجهزة الكومبيوتر فيها، وستكون مزودة 1200 جهاز استشعار لقياس الارتجاج والضجيج والحرارة.