أبدى الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس (السبت) في ليما طموح بلاده تزعم مفاوضات التبادل الحر في منطقة آسيا والمحيط الهادىء، موضحاً أن علاقة بكينبواشنطن تمر في مرحلة «مفصلية» بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً. وقال الرئيس الصيني في خطاب كان محل ترقب، في قمة «منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادىء» (ابيك) «لن نغلق الباب أمام العالم بل سنشرعه على مصراعيه»، في إشارة الى تخلي واشنطن المحتمل عن اتفاق التبادل الحر بسبب توجهات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. ودعا جينبينغ قادة المنطقة الى دعم المبادرات الصينية للتبادل الحر في آسيا والمحيط الهادىء، وأضاف أن «إقامة منطقة تبادل حر لآسيا والمحيط الهادىء مبادرة استراتيجية حيوية لازدهار المنطقة على الامد البعيد. وعلينا ان نجهد في سبيل ذلك». وكان الرئيس الصيني يرد بشكل غير مباشر على ترامب الذي وعد بتشديد الاجراءات الحمائية بهدف حماية الوظائف الاميركية من المنافسة الصينية او المكسيكية القليلة الكلفة. وأشاد جينبينغ في مستهل لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في ليما جينبينغ بالرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما لما بذله من جهود لتعزيز العلاقات بين البلدين داعياً الى «انتقال سلس» في علاقة بكين مع واشنطن. وقال «مل في أن البلدين سيعملان معاً للتركيز على التعاون وإدارة الاختلافات بيننا، وضمان أن يتم الانتقال بسلاسة وأن تستمر العلاقة بالتطور». من جهته دعا أوباما العالم الى «منح فرصة» لترامب الذي اثارت تصريحاته حول الإجراءات الحمائية و«حلف شمال الأطلسي» قلق حلفاء الولاياتالمتحدة. وقال «سيكون من المهم ألا يتسرع العالم في الحكم، بل أن يمنح فرصة للرئيس المنتخب». من جانبه قال الرئيس المكسيسي انريكي بينا نييتو الموجود أيضاً في ليما أنه يرغب في «منح الأولوية للحوار» مع ترامب في شأن «جدول أعمال جديد»، مبدياً استعداده اصلاح اتفاق التبادل الحر (الينا) المبرم في العام 1994 بين الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك، خصوصاً في شان العمل والبيئة. وتمثل دول أبيك ال21 حوالى 60 في المئة من التجارة العالمية و40 في المئة من سكان العالم، واستفادت كثيراً من العولمة. وتبدي هذه الدول قلقاً من النزعة الحمائية في الولاياتالمتحدة واوروبا وتبدو مصممة على المضي في تحرير مبادلاتها. وابدت استراليا حماسة للمقترح الصيني لكن اليابان بدت أقل حماسة للمبادرة الصينية وتستمر في تأييد اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي (تي بي بي) حتى من دون واشنطن. وتعهدت اليابان والبيرو الجمعة في إعلان مشترك «التصديق بأسرع وقت على اتفاقية الشراكة» التي اعتبرتاها «جوهرية تجارياً وجيوسياسياً لاستقرار المنطقة وازدهارها». ومن جهة ثانية، حض جينبينغ الفيليبين وفيتنام على حل الخلافات في بحر الصين الجنوبي في شكل ثنائي خلال اجتماعين منفصلين مع زعيمي البلدين على هامش القمة، بحسب ما قالت وسائل الإعلام الصينية. وأنحت بكين باللوم مراراً على الولاياتالمتحدة في إثارة مشكلات في بحر الصين الجنوبي، كما تعارض حكماً أصدرته محكمة تحكيم في تموز (يوليو) الماضي لصالح الفيليبين رفض مطالب الصين بحقوق اقتصادية عبر مساحات شاسعة من بحر الصين الجنوبي. وقالت وكالة «شينخوا» الصينية إن جينبينغ طلب من الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي «التفكير جدياً في التعاون البحري وتشجيع التفاعل الإيجابي في شأن البحر» وتحويل البحر المتنازع عليه إلى «فرصة للتعاون الودي المتبادل». وأوضحت أن دوتيرتي كرر الموقف نفسه وأكد أن الفيليبين «مستعدة لمعالجة المشكلات البحرية مع الصين بشكل ملائم من خلال الحوار والتشاور». وأدلى جينبينغ بتصريحات مماثلة للرئيس الفيتنامي تران داي كوانغ، مؤكداً أن على البلدين «حل الخلافات من خلال التشاور والحوار الثنائي والالتزام بمسار تعاوني». وفي شأن منفصل، التقى دوتيرتي أمس نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة، منتهزاً الفرصة لتوجيه انتقادات جديدة الى الولاياتالمتحدة. وقال الرئيس الفيليبيني خلال اللقاء مع بوتين «في الآونة الأخيرة، أرى أن الدول الغربية تقوم بمضايقة البلدان الصغيرة. لكن هذا ليس كل شيء، فهي منافقة إلى حد كبيرة»، مؤكداً أنها «تدعي انها بدأت حرباً لكنها في الواقع تخشى ذلك»، معتبراً ان هذه هي حال الولاياتالمتحدة ودول اخرى. وتابع «شنت (تلك الدول) الحرب في بلدان عدة، في فييتنام وأفغانستان والعراق لسبب وحيد هو وجود أسلحة الدمار الشامل، وفي النهاية لم تكن هناك أسلحة» مماثلة.