شبه استشاري الطب النفسي رئيس مؤتمر الطب النفسي الدكتور محمد بن عبدالله شاووش تداعيات مرض «كورونا» وحالات الهلع التي سببتها الإشاعات بحالات كارثة سيول جدة التي ما زال البعض يعاني آثارها النفسية حتى الآن. وقال خلال حديثه إلى «الحياة»: «إن الكوارث والأزمات تنتهي، إلا أن آثارها تبقى، وعدم الشفافية وإعطاء المعلومة الصحيحة في بداية المرض تسهم في نشر الإشاعات، وكانت الأخبار التي تتناقل عن المرض أخباراً غير موثقة وغير دقيقة، وحوت الإشاعات، وهذه الأخبار تثير بين أفراد المجتمع الخوف والرعب الشديد وتتسبب في أزمات نفسية نظراً إلى أن الصحة لدى الإنسان هي أهم من المأكل والمشرب والمال». ويرى أن آثار مرض فايروس «كورونا» ستظل حتى بعد القضاء على المرض، مشيراً إلى أنه عند حدوث كارثة أو أزمة من الممكن أن يظهر الشعور الكامن في النفس مرة أخرى. وشدد الدكتور شاووش خلال ترأسه أمس، فعاليات المؤتمر العالمي ال10 للطب النفسي والذي تنظمه الجمعية السعودية للطب النفسي والمستشفى السعودي الألماني، والمنطلق تحت شعار «وجهات النظر النفسية والبيولوجية في نماذج الطب النفسي» على أهمية وجود متخصصين لنقل الخبر بطريقة صحيحة للمجتمع في حال وجود وباء أو أزمة، مفترضاً أن تكون إدارة الأزمات هي الجهة التي لديها التعامل مع الكوارث وإدارتها من خلال فريق لديه التدريب الكافي في التعامل مع مثل هذه الأزمات. وأرجع سبب إصابة عاملين في القطاع الصحي بمرض «كورونا» إلى عدم وجود أنظمة واضحة تبين للعاملين وجود حالات عدوى، مضيفاً: «لم يكن يعلم البعض بوجود وخطورة المرض، وإلا لكانوا اتخذوا الحيطة وتعاملوا معه بطريقة صحية تحميهم من انتقال العدوى». وشدد على أن هناك معلومات يجب عدم التكتم عنها بخاصة مع الجهاز الطبي من أطباء وممرضين، مؤكداً وجود تعتيم على المعلومات داخل الصحة ما يفتح الباب لتناقل الإشاعات، رغم أن وزارة الصحة بدأت أخيراً في إعطاء معلومات واضحة عن المرض وعدد الحالات. يذكر أن فعاليات المؤتمر العالمي ال10 للطب النفسي المنطلقة أمس، والذي تنظمه الجمعية السعودية للطب النفسي والمستشفى السعودي الألماني، تحت شعار «وجهات النظر النفسية والبيولوجية في نماذج الطب النفسي»، والمستمر على مدى ثلاثة أيام، شهد عرضاً لفيلم يتحدث عن مسيرة المؤتمر العالمي للطب النفسي خلال دوراته السابقة والذي انطلقت دورته الأولى عام 2005، وأن جميع ورش العمل هادفة إلى دعم الطب النفسي وعلم النفس مستقبلاً، من خلال عقد عدد من الورش من أبرزها الإرشاد الزواجي، علاج اضطرابات القلق النفسي لدى الأطفال، العلاج المعرفي السلوكي للإدمان، والكثير من ورش العمل. ويعتبر المؤتمر امتداداً للمؤتمرات السابقة التي تشارك فيها الجمعية السعودية للطب النفسي والجمعيات العالمية في مجال الطب النفسي والتي أصبحت تستقطب اهتمام المتخصصين في مجال الصحة النفسية من جميع أنحاء العالم ومشاركة مجموعة من العلماء والباحثين المعروفين في مجال الطب النفسي على مستوى العالم.