أوضح الدكتور محمد خير البقاعي أن كثيراً من الغربيين ممن عمل في الثقافة، تأثر بكتاب «ألف ليلة وليلة»، الذي دخل التراث العالمي، مشيراً إلى أن أول إشارة للكتاب في النصوص العربية كانت في القرن الثالث الهجري، وأما النسخة الأولى التي وصلت إلينا فكانت في القرن السابع الهجري. وقال البقاعي في محاضرة قدمها في أسبوعية عبدالمحسن القحطاني (الأربعاء) الماضي، بعنوان: «ألف ليلة وليلة وترجماتها الفرنسية» وأدارها الناقد حسين بافقيه، إن كتاب «ألف ليلة وليلة» يعد إرثاً تاريخياً تأثر به الأدباء من مختلف دول العالم، وأن نسخته الأم التي كتبت باللغة العربية في العراق وهي لمحسن مهدي، وأنه يصور الملامح الشرقية والإسلامية على وجه الخصوص، أما أول ترجمة فرنسية للكتاب فكانت عام 1704، إذ هي أقدم من المخطوطة العربية، كما أن الروايات اختلفت في مؤلفها، فقيل أنه أبو حيان التوحيدي، مستشهداً بقصص حاول أهلها تلفيق بعض الحكايات داخل كتاب «ألف ليلة وليلة». وعدد طبعات الكتاب باللغة العربية والتي كانت أولاها عام 1814، والثانية في ألمانيا بين عامي 1824 إلى 1843، أما الطبعة الثالثة والتي تميزت بالابتعاد عن التلفيق فكانت عام 1251ه، قائلاً إن النسخ العربية تعرضت للحذف والتغيير. وذكر أن الفرنسيين احتفلوا عام 2004 بمرور 300 عام على ترجمة الكتاب إلى لغتهم، وبلغت ترجمات الكتاب إلى اللغة الفرنسية ست ترجمات، آخرها قيد الصدور، كما بيّن أن الفرنسيين لم يحصلوا على النسخة الكاملة للكتاب سوى عند نهاية القرن ال20. يذكر أن الدكتور محمد البقاعي ترجم عدداً من المقالات النقدية، كما عمل في جامعة الملك سعود وهو مهتم بأدب الحج. وفي مداخلته قدّم مؤسس الأسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني العزاء في وفاة الدكتور عمر الطيب الساسي، وكذلك الدكتور إبراهيم الجميح، اللذين رحلا الأسبوع الماضي. وبخصوص المحاضرة قال القحطاني: «كنت أظن أن العالم الشامخ انقرض وملنا إلى التخصصات، وإذا بمثل هذا العالم الشامخ الدكتور البقاعي، عاد في مدة قصيرة بإنتاج كبير في مختلف المعارف»، مضيفاً أن الضيف يوطن نفسه على التحقيق. حضر الأمسية جمع من المثقفين والأدباء كالدكتور بكر شيخ أمين، الدكتور معجب الزهراني، وتخللها عدد من المداخلات.