لم يكن المقيم المصري رمضان عبدالحليم بركات، يعلم أن كلفة ولادة طفليه الخدج في مستشفى محافظة وادي الدواسر سيكلف 153 ألف ريال، إلا أن ولادة التوأم مبكراً قبل موعد الولادة بنحو ثلاثة أشهر جعلتهما يمكثان في غرفة العناية المركزة نحو 180 يوماً أثقلت كاهل والدهما، وجعلته يغرق في مستنقع الديون ويمنع من السفر إلى حين سداد المبلغ كاملاً.يقول والد التوأم: «رزقني الله بطفلين قبل وقت الولادة بثلاثة أشهر في مستشفى وادي الدواسر الحكومي، ما أدى إلى ضعف هيكل الطفلين، وبالتالي تحويلهما إلى الحضانة فور الولادة»، موضحاً بأنه لم يكن يعلم بأن كلفة الحضانة مرتفعة، خصوصاً أنهما بقيا فيها مدة طويلة. ويضيف: «أعمل براتب لا يتجاوز الألفي ريال لا يكاد يفي بمتطلبات أسرتي اليومية، فما بالكم وقد أضيف إليها هذا المبلغ»، متسائلاً: «كم سنة يجب أن أعمل حتى أسدد هذا المبلغ، وليتني أستطيع». ما يؤرق بركات ويقض مضجعه أنه مغادرته البلاد مرتبطة بسداد المبلغ إلى المستشفى، «الحقيقة هي أني في مأزق لا أعلم كيف أتخلص منه، لقد حرمت لذة النوم وطعم السعادة، فالأمر لا يتعلق بالحاضر فحسب، بل إن مستقبلي ومستقبل أسرتي بات في مهب الريح». ولا تخفي سحر فاروق والدة التوأم أن الشعور بالخوف على مستقبل عائلتها هو الغالب في الآونة الأخيرة، «نسيت الآلام وما صاحبها فقد أصبحت من الماضي، ولم أعد أفكر سوى في المستقبل الذي يبدو أنه مظلم مع هذا الدين الثقيل». وتتابع: «فرحت بقدوم طفلي، إلا أنني فوجئت بهذا المبلغ الخيالي الذي قصم ظهر زوجي وحرمنا الفرحة بقدومهما، فأهلنا في مصر ينتظروننا بفارغ الصبر ونحن هنا مطالبون بسداد مبلغ يصعب علينا سداده مهما عملنا». ويتمنى بركات وزوجته من أهل الخير مساعدتهما في إيجاد متبرع يدفع المبلغ بعد أن ساءت حالتهما، وكذلك صعبت متابعة أبنائها صحياً، والخروج من دوامة مستحقات المستشفى التي تلاحقهم في اليوم ألف مرة، مؤكدين أنه لم يبق لهم بعد الله سبحانه وتعالى إلا أصحاب القلوب الكبيرة والأيادي السخية، الذين يحبون الخير ويسعون إليه.