برهنت سياسة قادة الكرملين المتناقضة حيال الجمهورية الإسلامية الإيرانية انه ليس في مستطاع المسوولين الإيرانيين الاعتماد علي جارتهم الشمالية. فقد أوضح رئيس هيئة الأركان المسلحة الروسية، أن القيادة الروسية علقت صفقة منظومة صواريخ «اس اس 300» مع ايران لأن هذه الصواريخ علي لائحة المقاطعة التي فرضها قرار مجلس الأمن الدولي 1929. والي هذا، أعلنت روسيا منعها دخول 12 إيرانياً، من المهندسين والعاملين في الحقل النووي الإيراني الأراضي الروسية وبررت وكالة «نوفوستي» الروسية الإجراء، بالتزام روسيا تنفيذ القرار 1929. ومنع الرئيس الروسي مشاركة ايران في خطط استخراج اليورانيوم الروسية، واستفادتها من تصدير الأسلحة الثقيلة كالطائرات المقاتلة والمروحيات والدبابات والمصفحات والسفن العسكرية وأنواع الصواريخ. وفي الأثناء، كشف وزير الخارجية البرازيلي عن مساعي تقوم بها روسيا والصين والهند والبرازيل لاستصدار قرار من الجمعية العمومية للأمم المتحدة يندد بفرض عقوبات من جانب واحد، خارج إطار مجلس الأمن الدولي. ولكن روسيا لم تعلن موقفاً واضحاً في هذا الشأن. والجانب الروسي تذرع، في العقدين الماضيين، بشتى الذرائع للحؤول دون تسليم محطة بوشهر النووية. وأيد، الي جانب الولاياتالمتحدة، جميع القرارات غير القانونية الصادرة عن مجلس الأمن. وهو زوّد الجانب العراقي، في الحرب العراقية - الإيرانية، بمختلف الأسلحة الحديثة. وهو ينتهج اليوم سياسة متناقضة. ففي الوقت الذي يعمل علي إلغاء صفقة الصواريخ، ويمنع تصدير الأسلحة الثقيلة الى ايران، يسعي في استصدار قرار بائس يستنكر العقوبات الأحادية علي إيران. وفي ما يتعلق بالقرار غير القانوني 1929، الصادر من مجلس الأمن الدولي، أثبتت التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كلها سلمية البرنامج الإيراني، ونفت وجود أي قرينة علي عسكرة البرنامج. وعلى رغم هذا، لم تستخدم روسيا حقها في نقض القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي. وهي لم تتردد في التصويت عليها. وهذا ما تكرر في تعليق صفقة صواريخ «اس اس 300»، بعدما عمدت روسيا الى اقتراحها علي ايران. واللافت أن الصواريخ هذه دفاعية وليست هجومية. فكيف يجوز للجانب الروسي وضعها في اطار القرار الذي يدعو الي عدم تزويد ايران صواريخ هجومية؟ وهذا دليل علي ان موسكو اتخذت قرارها بالوقوف مع الولاياتالمتحدة للضغط علي ايران بمنأى من القرارات الدولية والمواثيق الدولية. ولا لبس في أن القيادة الروسية تريد من طريق ادانة القرارات الأحادية، استغلال الورقة الايرانية والحصول علي مكاسب من الولاياتالمتحدة. * افتتاحية، عن «جمهوري اسلامي» الإيرانية، 25/9/2010، إعداد محمد صالح صدقيان