قال زعيم «الحزب الإسلامي» الأفغاني قلب الدين حكمتيار إنه مستعد للقيام بوساطة مع حركة «طالبان»، داعياً إلى تحقيق السلام في البلاد. وأشار رئيس الوزراء الأسبق، المدرج على اللائحة السوداء لمجلس الأمن، في مقابلة إلى أن «الذين ارتكبوا جرائم أو اتُّهموا بناء على أدلة من قبل محكمة، يجب أن يعتذروا، وليس الذين فرضت عليهم الحرب وقاوموا الغزاة ودافعوا عن أنفسهم وعن بلدهم». وكان حكمتيار (67 سنة) وقع في أيلول (سبتمبر) الماضي اتفاق سلام مع الرئيس الأفغاني أشرف عبدالغني، يضمن له وأنصاره العفو والأمان، على رغم احتجاجات المدافعين عن حقوق الإنسان. وقال حكمتيار في مقابلة نقل أسئلتها ابنه حبيب الرحمن حكمتيار وأعاد الأجوبة ممثله والمفاوض محمد امين كريم، إن «عودتي إلى كابول ستتم عندما تكون الحكومة أعدت الظروف. لا أضع شروطاً مسبقة، لكن لدينا بعض القلق في شأن الأمن في كابول». وتشهد أفغانستان باستمرار هجمات لحركة «طالبان» وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال كريم إنه ومنذ توقيع الاتفاق، وقعت حوادث محلية بين القوات النظامية ومقاتلي «الحزب الإسلامي»، مضيفاً أن الترتيبات اللازمة لعودة حكمتيار لم تعد بعد، وأن «العقوبات أيضاً لم ترفع». وأشار إلى أن «الحكومة تعهدت التوصل إلى ذلك بكل الوسائل، وإلا سيبقى الاتفاق حبراً على ورق». وما زال قلب الدين حكمتيار مدرجاً على اللائحة السوداء لمجلس الأمن ووزارة الخزانة الأميركية بتهمة تمويل نشاطات إرهابية. ولم يتحدث أي من الطرفين عن رفعها مع أنهما رحبا بالاتفاق بين مقاتلي «الحزب الإسلامي» والحكومة. والتقى الرئيس أشرف غني أمس (الإثنين) لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة التي تزور كابول. وكتب مستشاره في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن الحكومة تبدأ الإجراءات «لشطب قادة الحزب الإسلامي من اللائحة السوداء». وخلال حفل توقيع الاتفاق، وجه حكمتيار في تسجيل فيديو نداء إلى «كل العناصر المعادين للحكومة»، ودعا «طالبان» إلى الانضمام إلى العملية و«مواصلة العمل لتحقيق أهدافها بطريقة سلمية». وقال: «اليوم غالبية البلاد تريد السلام، في كل الولايات تنظم تجمعات شعبية من أجل السلام يشارك فيها عدد كبير من النساء». وصرح كريم بأن «هذا الاتفاق غير طبيعة التحرك»، مضيفاً أنه «لدينا خطة سلام جاهزة في التفاصيل. إذا كانت الحكومة وشركاؤها الأجانب مستعدين لذلك، فيمكننا خلال ستة أشهر إعادة السلام إلى 10 من أصل 15 ولاية تشهد معارك».