كشف علماء المحيطات في جامعتي «بريستول» و«أوكسفورد»، أنهم وجدوا في منتصف المحيط الأطلسي وجنوب غربي المحيط الهندي، دليلاً على وجود ألياف دقيقة تناولتها حيوانات أعماق البحار، مثل: السرطان الناسك، الكركند وخيار البحر، كاشفةً للمرة الأولى عن تداعيات التلوث بالألياف البلاستيكية الدقيقة. ووجد الباحثون أخيراً أدلة على وجود ميكروبيدات داخل الكائنات البحرية التي تعيش على أعماق تتراوح بين العامين 300 و1800، وهذه الألياف البلاستيكية الدقيقة التي تستطيع الانتقال إلى البحر عن طريق غسيل الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية أو من خيوط شباك الصيد، ثبت تناولها من قبل الحيوانات التي تعيش في هذه الأعماق. وقالت أستاذة الجيوكيمياء لعلوم الأرض لورا روبنسون: «النتيجة أدهشتني، وهي عبارة عن إشارة واضحة على أن التلوث البلاستيكي، ووصل إلى أبعد أطراف الأرض»، بحسب ما نشر موقع «ساينس دايلي». وأورد الدكتور في جامعة أوكسفورد ميشيل تايلور أن الهدف الأساسي من انطلاق سفينة البحوث الملكية جيمس كوك (RRS) جمع الجزيئات البلاستيكية الدقيقة من رسوبيات أعماق البحار، وبحثنا عن أدلة و إثباتات على تناولها وابتلاعها لها، موضحاً أن الأمر الذي كان مدعاة للقلق على وجه الخصوص هو تواجد هذه الجزئيات في أعماق المحيطات وليس فقط في المناطق الساحلية وعلى بعد آلاف الأميال من مصادر ومنابع التلوث الأرضية. وأفاد تايلور أنه باستخدام تقنيات مخبر الطب الشرعي، تمكنا من تحديد أماكن وجود جزيئات البلاستيك الدقيقة والمواد التي يتم تناولها من قبل حيوانات أعماق البحار. وأعلنت الحكومة البريطانية أخيراً أنَّهُ ستحظر الميكروبيدات (الكريات) البلاستيكية، والتي توجد عادة في مستحضرات التجميل ومواد التنظيف بحلول العام 2017، و جاء ذلك في أعقاب تقارير لجنة التدقيق البيئي التابعة لمجلس العموم البريطاني حول الأضرار البيئية الناجمة عن الميكروبيدات. و وجدت اللجنة أن 100 ألف جزيئة بلاستيكية تنتج من حمّام واحد و تدخل المحيط.