«حين يروي شهريار» هو التوأم الثاني لكتاب أول، صدر قبل مدة وجيزة، بعنوان «شهرزاد والكلام المباح»، وفي العملين يستعير المؤلف سلمان زين الدين التسمية من مأثور السرد العربي، ويطلقها تجوّزاً على الروائيين الذين شكلت قراءاته لهم مادة الكتاب. والكتاب صدر حديثاً عن الدار العربية للعلوم - ناشرون. يضم الكتاب خمسين مقالة تتناول خمسين رواية كتبها خمسون روائياً عربياً شكلت قراءة الناقد الإبداعية والنوعية والمتحررة من إسار الزمن. ذلك أن كل مقال يقدم مادة نقدية معرفية مستقلة عن الآخر، وتتعلق برواية محددة وروائي معين. «حين يروي شهريار» يتناول مروحة واسعة من الموضوعات التي شغلت الرواية العربية خلال العقدين الأخيرين، ويضيء بعض الاتجاهات التي انتظمت هذه الرواية. وهي موضوعات تتراوح بين السياسي والتاريخي والاجتماعي والثقافي... قد تجتمع كلها أو جلها أو بعضها في الرواية الواحدة. هو الواقع بكل تجلياته وتعقيداته ينعكس في الرواية. وهي، في تعاطيها معه، إنما تسعى غالباً الى تغييره، من خلال نقده وتعريته وتفكيكه. وبذلك، تمارس الكتابة فعلاً تغييرياً. وفي حالات نادرة، تكتفي الرواية بتصوير الواقع في محاولة لتكريسه، فتمارس الكتابة دوراً مرآتياً». وفي هذا العمل يختار سلمان زين الدين رواية واحدة لكل روائي، وتم توزيع المادة المختارة على معظم البلدان العربية، مع تغليب المادة المكتوبة حديثاً على سواها، وإعطاء الأولوية للأسماء المكرسة على ما عداها... ومن الروائيين الذين تناولهم الناقد: ابراهيم أصلان، بشير مفتي، تركي الحمد، جمال ناجي، خالد زيادة، ربيع جابر، زهدي الداوودي، غسان شبارو وسواهم.