لم يسبق لأنصار كرة القدم السعودية أن رفضوا الفرحة كما حدث عقب تأهل الهلال والشباب إلى الدور نصف النهائي من بطولة دوري إبطال آسيا لكرة القدم، خصوصاً أن الجارين تنافسا في تصدير الكآبة لمدرجاتهما عقب مستوى هزيل لا يوازي قدراتهما الحقيقية، ولا يبعث على الاطمئنان في الدور المقبل من البطولة. ومع الأسف ستبقى كرة القدم السعودية رهينة لمزاجية اللاعب في الميدان، تلك المزاجية التي يشكلها الإعلام أحياناً وتؤثر في كثير من اللاعبين الذين لا يؤمنون في داخلهم بجدوى السلوك الاحترافي ولا أهمية الالتزام نحو الفريق. وخلال المواسم الأخيرة أضاعت الأندية والمنتخبات السعودية الكثير من الإنجازات المواتية بطريقة متشابهة، فعندما يحتاج المنتخب للفوز على أرضه وأمام خصم متهالك تجده يتعادل وعندما يحتاج إلى نقطة التعادل تجده يخسر، وليست الأندية أقل سوءاً إذ أن لقب بطل آسيا استعصى على الهلال خلال المواسم الأخيرة بطريقة مستفزة بعدما عجز اللاعبون كثيراً في الاستفادة من عناصر التفوق في غير مباراة، ويكفي استفزازاً الخروج من النسختين الأخيرتين أمام الوحدة الإماراتي وأم صلال القطري في إستاد الملك فهد وأمام ألاف المشجعين وبالطريقة نفسها، وحتى الاتحاد الذي أبلى بلاءً حسناً في الموسم الماضي وبلغ النهائي عانى من مزاجية لاعبيه الذين لم يتصرفوا كمحترفين حين احتفلوا بالحصول على اللقب قبل أن يخسروا المباراة النهائية أمام فريق متواضع خاض لاعبوه المباراة بانضباط يصعب على لاعبي الاتحاد مجاراته. كثيرون قللوا من خسارة الهلال في الدوحة على اعتبار أن الفريق عاد إلى الديار ببطاقة التأهل وهو الرهان، وتناسوا أن الخسارة بهذه النتيجة العريضة من شأنها أن تنزع ثقة اللاعبين بأنفسهم خصوصاً أنهم عاشوا أجواء الخسارة الثقيلة طوال مباراة الغرافة وهي تجربة قاسية يصعب التخلص من تبعاتها... وكثيرون أيضاً وجهوا اللوم للمدرب البلجيكي إيريك غيريتس وحملوه مسؤولية الأداء الباهت أمام الغرافة متناسين أن أفضل المدربين في العالم لا يستطيع أن يتقدم خطوة بوجود لاعبين يفتقدون إلى السلوك الاحترافي كلاعبي الهلال في تلك المباراة... عموماً سلمت الجرة هذه المرة وتأهل الهلال والشباب إلى الدور نصف النهائي وباتت آمال الكرة السعودية في نيل اللقب الثالث متاحة، غير أن المهمة لن تكون سهلة وزاد من صعوبتها اهتزاز صورة الجارين وهو أمر سيعمل المنافسون على استغلاله في الدور المقبل. [email protected]