واشنطن - يو بي أي - حذر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، من أن الشرق الأوسط قد يشهد حرباً جديدة إذا لم تحل قضية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية كجزء من محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال الملك عبد الله في برنامج "ذا دايلي شو" مع الإعلامي والكوميدي الأميركي جون ستيوارت على "كوميدي سنترال"، ليل أمس "إذا فشلنا في الثلاثين من أيلول (سبتمبر) الجاري، فتوقعوا حرباً جديدة بحلول نهاية العام. والمزيد من الحروب في المنطقة خلال السنوات اللاحقة". وكان عبد الله يشير إلى الجولة التالية من محادثات السلام التي قد تبدأ في الوقت الذي ينتهي فيه قرار تجميد الاستيطان في الضفة. وأوضح انه "إذا بقيت مسألة المستوطنات على الطاولة في الثلاثين من هذا الشهر، فإن الجميع سينسحبون. وإذا فعلوا ذلك، كيف يمكننا إعادة الناس في المستقبل القريب. لا أرى ذلك ممكناً". وقال "نحن على مفترق طرق أساسي إما يقودنا إلى الهاوية أم لا". وفي كلمته أمس أمام الجمعية العامة، دعا الملك عبد الله، الإسرائيليين والفلسطينيين إلى تناول المحادثات المباشرة الجارية بجدية وإخلاص وشجاعة حتى يتم التوصل إلى حل دائم. وقال "إن الوضع الحالي في الشرق الأوسط غير مقبول ويقوض الآمال في إحلال السلام الإقليمي". وانطلقت المحادثات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بداية الشهر الجاري في العاصمة واشنطن برعاية الولاياتالمتحدة. وأكد العاهل الأردني أهمية هذه المفاوضات والتي تأتي بعد أشهر من المفاوضات غير المباشرة. وقال "يجب ألاّ تكون هناك تصرفات استفزازية أو أحادية تخرج المفاوضات عن مسارها، بل يجب أن يعمل الطرفان بصورة جادة لإحراز نتائج سريعة، وذلك يعني مناقشة كل قضايا الوضع النهائي بهدف إنهاء الاحتلال والتوصل إلى حل الدولتين". وقال إن جيران إسرائيل قد مدوا أيديهم إليها عبر مبادرة السلام العربية، وهي فرصة غير مسبوقة للتوصل إلى حل شامل يضمن تطبيع العلاقات بين إسرائيل و57 دولة عربية ومسلمة. واضاف الملك عبد الله أن المجتمع الدولي ككل تقع عليه مسؤولية المساعدة في إنجاح المفاوضات الحالية. وقال "جميعنا بحاجة إلى دعم اتخاذ إجراءات سريعة وخيارات صعبة ونتائج حقيقية، والبديل سيكون مزيدا من المعاناة واندلاع حرب أكثر شراسة وهذا أمر سيهدد الأمن والاستقرار في مناطق أبعد من حدود الشرق الأوسط". وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد حث إسرائيل في كلمته أمام الجمعية العامة على تمديد فترة تجميد بناء المستوطنات. وعلى الصعيد ذاته، أبدى رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض في مقابلة مع "سي أن أن"، تفاؤلاً حيال إقامة الدولة الفلسطينية خلال عام. وقال فياض إن السبب الرئيسي وراء تفاؤله يعود إلى أوباما نفسه، وحقيقة أنه أشار إلى هذه المسألة منذ تسلمه منصبه، وحقيقة أن لديه فريقاً مؤلفاً من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل، اللذين يعملان بجهد مع الأطراف المعنية لمحاولة تحقيق تقدم حاسم.