تواصل القوات العراقية تقدمها ببطء في أحياء الموصل الشرقية لعزلها والتوغل في اتجاه وسط المدينة. وقال مسؤول كردي إن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي يتنقل بين منطقتي البعاج، غرب نينوى، والرقة في سورية. وأعلن الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، قائد عمليات تحرير نينوى، أن «قطعات جهاز مكافحة الإرهاب حررت حي الزهراء بالكامل ووصلت إلى مشارف أحياء التحرير والقادسية»، فيما أفاد مصدر أمني بأن «استراتيجية المعركة تغيرت بعدما تحولت إلى حرب شوارع وباتت محاولات السكان النزوح تعيق الاعتماد على كثافة النيران». وأقر قادة ميدانيون بصعوبات تواجهها القوات المهاجمة، بعد نشر «داعش» الانتحاريين وسط المدنيين واستخدامهم دروعاً بشرية، فضلاً عن تكثيفه الهجمات، ونشر القناصة، وعودته إلى ذبح مخالفيه وصلبهم وتعليق جثثهم عند مفترق الطرق لردع الآخرين. وقال الناطق باسم تنظيمات «الحزب الديموقراطي الكردستاني» في نينوى سعيد مموزيني ل «الحياة»، إن «القتال ما زال مستمراً في حي الزهراء»، وعزا بطء تقدم القوات إلى أن التنظيم «فخخ المباني ونشر القناصة فوق أسطحها، ما يستدعي إعادة النظر في الخطط، وستكون هناك مفاجآت لتحقيق الانتصار». وعن مصير البغدادي، قال إنه «يتنقل بين منطقة البعاج، غرب الموصل، ومدينة الرقة السورية، ومنذ مدة لم يأت إلى العراق، وتفيد المعلومات بأنه يستخدم النقاب للتخفي، ورفض طلباً من مجلس شورى التنظيم تصويره وهو يقاتل لرفع معنويات مسلحيه»، مشيراً إلى أنه «شكل كتيبة تقاتل بإمرته باسم كتيبة الرماد يراوح عديدها بين 300 و500 عنصر، وقد استقدمهم من خارج الموصل لوقف زحف القوات العراقية»، مؤكداً أن «داعش يلاحق أحد قادته بعد فراره، ويدعى أبو زينب، وهو تركماني، وكان عضواً في حزب البعث إبان حكم النظام السابق، إضافة إلى فرار 55 إرهابياً آخر من جبهات القتال». من جهة أخرى، أعلنت «منظمة بدر»، بزعامة القيادي في «الحشد الشعبي» هادي العامري، في بيان، أن «اللواء العاشر في المنظمة شن عملية استباقية في قرية الموالي، غرب الموصل، وقتل 22 إرهابياً»، وأكد «تقدم قواته في اتجاه تلعفر لاستعادة القاعدة الجوية القريبة التي لا تبعد سوى 25 كلم، وستكون مقراً عاماً لقوات الحشد بكل فصائله ونقطة انطلاق لحماية الحدود العراقية- السورية». وأفادت «خلية الإعلام الحربي» بأن «المخيمات المعدة لاستقبال موجات النزوح سجلت قدوم أكثر من 23 ألف شخص»، في حين أعلن نشطاء مدنيون أن «المخيمات المعدة في قضاء الخازر الواقع تحت سيطرة قوات البيشمركة لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من النازحين، خصوصاً القادمين من أحياء السماح والقادسية وصدام في الموصل». وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين أمس، أن «أعداد النازحين في مخيمات الوزارة، منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى، تجاوزت ال40 ألف نازح». وأكدت الناطقة باسم الأممالمتحدة رافينا شامداساني، أن «داعش خطف حوالى 295 مدنياً من تلعفر»، فيما تناقلت وسائل إعلام محلية أنباء عن إعدام التنظيم «20 شخصاً بإطلاق النار عليهم في الموصل، بتهمة التعاون مع الجيش». ولفتت الى أن «غالبية الضحايا عناصر سابقون في القوات الأمنية، بينهم عقيد في الشرطة، علقت جثثهم على أعمدة إشارات المرور في تقاطعات المدينة».