بدأت وحدات تابعة لقوات الأمن والجيش في ساعة متقدمة من ليل الأربعاء - الخميس أولى خطوات الإقتحام «التدريجي» لمعاقل تنظيم «القاعدة» في مدينة الحوطة بمحافظة شبوة اليمنية (جنوب شرق البلاد) والتي تخضع لحصار عسكري وأمني مطبق منذ السبت الماضي. وكان عناصر التنظيم الارهابي لجأوا قبل عشرة ايام الى مخابئ وتحصينات داخل الحوطة وفي مناطق مجاورة بينها البريقة بعد ملاحقة القوات الامنية لهم، وخاض الطرفان مواجهات عنيفة اضطرت آلاف المدنيين للنزوح الى مناطق مجاورة. وأكدت مصادر أمنية ومحلية في شبوة ل «الحياة» ان القوات الحكومية تمكنت من اقتحام عدد من المباني والسيطرة على بعض الأحياء في الحوطة مساء الأربعاء وصباح الخميس واعتقلت أربعة مسلحين على الأقل يشتبه في انتمائهم الى «القاعدة»، بالإضافة إلى توقيف عدد آخر ممن يشتبه في تقديمهم المساعدة للعناصر الإرهابية، ويقوم فريق أمني باستجوابهم. وكانت وزارة الداخلية اليمنية أعلنت ليل الأربعاء - الخميس ان القوات الأمنية المشتركة اقتحمت مبنى التمركز الرئيسي الذي كان يتحصن بداخله عدد من الارهابيين، وان العملية تمت بنجاح من دون وقوع إصابات في صفوف عناصر الامن، واسفرت عن اعتقال أحد العناصر المتحصنين في المبنى فيما فر بقية المسلحين إلى داخل المدينة. وأشارت الوزارة إلى أن السيطرة على المبنى المذكور يساعد القوات الأمنية على أحكام الحصار على المسلحين ويسهل مهمة اقتحام المنازل والأحياء التي يتحصنون فيها. وقال شهود في شبوة ان القوات الحكومية استدعت تعزيزات عسكرية جديدة أمس بالإضافة إلى سيارات إسعاف وإمدادات طبية إضافية ومعدات وآليات يتم الاستعانة بها في عمليات اقتحام الوحدات الخاصة لمخابئ المطلوبين، ما يشير إلى اعتزام القوات الحكومية اقتحام المدينة واستعادة السيطرة عليها من أيدي المسلحين الذين يقدر عددهم بالعشرات. وأضافت المصادر ان مستشفيات محافظة شبوة وتحديداً في العاصمة عتق، تشهد حالة طوارئ غير معلنة وأنه تم استدعاء أطباء وجراحين ومعدات طبية ومسعفين لمواجهة كل الاحتمالات. وقالت ان القوات الحكومية قدمت التسهيلات للنازحين من المدينة. في هذا السياق وفيما شهدت منطقة لودر التابعة لمحافظة أبين المجاورة لشبوة اشتباكات عنيفة ليل الأربعاء وفجر الخميس بين قوات الأمن ومسلحين من «القاعدة»، نظمت جماعات «الحراك الجنوبي» الانفصالية تظاهرات صاخبة في المدينة رفعوا خلالها شعارات مناهضة للوحدة والحكومة وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين وسحب القوات الأمنية من المدينة. وقالت مصادر محلية ان المتظاهرين في لودر وفي مدن العين ومودية والمحفد، رفعوا اعلام دولة اليمن الجنوبي السابق ورددوا هتافات مناوئة للسلطة والوحدة اليمنية. وقدرت عدد المشاركين في مهرجان لودر بثمانية الاف شخص معظمهم يحمل السلاح.