كشف ديبلوماسي غربي رفيع ان فرنسا مصممة على عقد المؤتمر الدولي للسلام في باريس قبل نهاية العام على رغم معارضة اسرائيل. وقال ان المبعوث الفرنسي لعملية السلام بير فيمونت ابلغ المسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم في جولته الراهنة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، ان بلاده مصممة على عقد المؤتمر على رغم معارضة اسرائيل. وأضاف الديبلوماسي الغربي ان فرنسا تسعى من وراء المؤتمر الى الحفاظ على حل الدولتين حياً بعد ان تراجع واختفى من الديبلوماسية الدولية. وكشف ان «فرنسا تريد من المؤتمر الخروج بعدد من الأهداف من اهمها: التزام دولي واضح بحل الدولتين، وإقرار مبادرة السلام العربية، وإعادة التأكيد على مرجعيات حل الدولتين، وإحياء النقاش حول حل الدولتين في المجتمع المدني في اسرائيل، وتوجيه رسائل سياسية للشعبين في شأن فرص التطور الاقتصادي، وتجديد التزام المجتمع الدولي بدعم السلطة الفلسطينية، وفتح الطريق امام جهود الأطراف الأخرى الراغبة في تقديم مبادرات للحل السياسي». وتابع ان فرنسا ستحدد موعد المؤتمر الدولي بالتنسيق مع الأطراف الفاعلة بخاصة الإدارة الأميركية، بعد ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة. وأشار الى ان المسؤولين الأميركيين يقولون في اللقاءات الخاصة ان ادارة اوباما تدرس القيام بواحدة من ثلاث خطوات، بعد الانتخابات، وهي قرار من مجلس الأمن يحدد اسس الحل السياسي المستقبلي، او إلقاء خطاب رئاسي يحدد فيه الرئيس باراك اوباما مبادئ وأسس الحل السياسي، او ترك الموضوع للرئيس الجديد. وأشار الى ان فرنسا ترى في الجهود الأميركية مكملاً لجهودها بسبب اتفاق الإدارتين على حل الدولتين. وأضاف انه «في حال صدور قرار في مجلس الأمن في شأن الحل السياسي، فإن المجلس سيكلف رئيسه المضي قدماً في تطبيق القرار بالتعاون مع الأطراف، وعندها فإن فرنسا ستتعاون معه». وعن امكانية اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية في حال عدم مشاركة اسرائيل في المؤتمر الدولي المزمع عقده في باريس قال الديبلوماسي الغربي ان «الحكومة الفرنسية قررت الفصل بين المؤتمر الدولي والاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومسألة الاعتراف ستكون متروكه للحكومة». والتقى فيمونت في اسرئيل، الإثنين الماضي، كلاً من مستشار الأمن القومي يعكوف ناغيل ومستشار نتانياهو يتسحاك مولخو. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان مولخو ابلغ فيمونت انه «لا يمكن تحقيق تقدم حقيقي نحو السلام الدائم سوى عبر المفاوضات الثنائية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية» و»أن اسرائيل لن تشارك في أي مؤتمر دولي يعقد خلافاً لمواقفها». وقال الديبلوماسي الغربي ان «فيمونت استمع الى الاعتراض الإسرائيلي على المؤتمر لكنه رد بأن بلاده عازمة على المضي قدماً في عقد المؤتمر». كما استقبل الرئيس محمود عباس بيير فيمونت في رام الله، واستمع منه الى نتائج اتصالاته مع مختلف الأطراف في شأن عقد المؤتمر الدولي. وقال بيان صدر عن الرئاسة ان عباس رحب بجهود فرنسا الرامية إلى عقد مؤتمر دولي قبل نهاية العام الحالي لتحريك العملية السياسية، وإنه أكد دعمه الكامل للمبادرة الفرنسية، كما أكد المسؤول الغربي ان الجانب الفلسطيني أظهر تعاوناً كبيراً مع الجهود الفرنسية.