تتواتر التقارير الصحافية الإسرائيلية عن «إحباط» الإدارة الأميركية من سلوك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي يحول برأيها دون تمكن الأميركيين من إقناع السلطة الفلسطينية بعدم التوجه إلى هيئة الأممالمتحدة لنيل اعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، مضيفة أن دولاً أوروبية مركزية تبدي هي أيضاً عدم رضاها من تشدد نتانياهو. من جهتها، أعربت أوساط سياسية إسرائيلية عن قلقها من المواقف التي يتبناها رئيس قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض ستيف سايمون و«تتعارض تماماً مع المواقف الإسرائيلية». ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن موظفين كبار في البيت الأبيض «إحباطهم الشديد» من سلوك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، بداعي أنه لا يساعدهم في جهودهم لإقناع الفلسطينيين بالعدول عن التقدم بمشروعهم إلى هيئة الأممالمتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة، والعودة في المقابل إلى طاولة المفاوضات. وأفادت الصحيفة أن مستشار رئيس الحكومة اسحق مولخو الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي، تلقى اقتراحاً أميركياً بأن توافق إسرائيل على استئناف مفاوضات السلام على أساس الرؤية التي طرحها الرئيس باراك أوباما في خطابه قبل أقل من شهر، وتقوم على بدء مفاوضات على أساس حدود عام 1967 مع تبادل أراض متفق عليه، في موازاة الاتصالات لوضع ترتيبات أمنية، على أن يتم إرجاء الخوض في سائر المسائل لمرحلة أخرى. وأوضح المسؤولون الأميركيون لمولخو أنه من أجل فرملة مبادرات أوروبية، مثل مبادرة فرنسا لعقد مؤتمر دولي، ينبغي على إسرائيل «توفير بضاعة» تتمثل أساساً في استعداد إسرائيلي لاستئناف المفاوضات على أساس خطاب أوباما. لكن مصدراً ديبلوماسياً أوروبياً أطلع على نتائج اجتماعات مولخو في واشنطن أكد للصحيفة الإسرائيلية أنها لم تسفر عن شيء، وأن الأميركيين لم يحصلوا على شيء من مولخو، وعليه سيقوم مساعد الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ديفيد هيل بزيارة لتل أبيب ورام الله الأسبوع الجاري للقاء مولخو والمفاوض الفلسطيني صائب عريقات. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي له علاقاته بالإدارة الأميركية أن البيت الأبيض «محبط من نتانياهو» حيال سلوكه أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن والخلاف العلني مع أوباما، وفي أعقاب زيارة مولخو. وقال إن الأميركيين توقعوا من نتانياهو أن يساعدهم في توفير الأدوات التي تساعدهم على إقناع الفلسطينيين بالعدول عن التوجه للأمم المتحدة، «لكنه بدلاً من ذلك يراكم عراقيل في الطريق». وتابع إن الرئيس الأميركي لم ينجح في حشد تأييد أوروبا لموقفه الداعي إلى اعتماد المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بدلاً من توجه الأخيرة إلى هيئة الأممالمتحدة، عازياً الرفض الأوروبي إلى خطاب نتانياهو المتشدد أمام الكونغرس، «وهو خطاب اعتبرته عواصم مركزية أوروبية خطاب لاءات يزيد من عدم ثقتها بنتانياهو». وتابعت «هآرتس» أن تذمر رئيس قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض على مسامع رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية، من إسرائيل لعدم تجاوبها مع رؤية أوباما تم تسريبه عمداً ليعكس «عدم رضى الإدارة الأميركية عن نتانياهو». على صلة، نقلت «يديعوت أحرونوت» عن أوساط سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قلقها من المواقف التي يتمسك بها سايمون الذي حل محل دان شبيرو الذي عين سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل. ووصفت هذه المواقف بأنها تتعارض تماماً مع مواقف إسرائيل الرسمية، ما يؤذن بزيادة الضغوط على نتانياهو. ونقلت عن سايمون تصريحه أخيراً بأنه ينبغي على الولاياتالمتحدة التحاور مع «حزب الله» من خلال تقديم رزمة امتيازات (أميركية) تغريه للتخلي عن سلاحه. وتابعت أن سايمون اعتبر في حينه رزمة الامتيازات التي اقترحتها واشنطن على إسرائيل لقاء مواصلة وقف المشروع الاستيطاني «رشوة مهينة»، كما أنه أعلن في مناسبة أخرى أن المستوطنات هي العقبة الرئيسة في الطريق لإقامة دولة فلسطينية ولحشد تحالف دولي واسع ضد إيران. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي كبير قوله إن تمسك سايمون بهذه المواقف ينذر بمشكلة كبيرة لإسرائيل، إذ أنه واحد من هؤلاء الذين يعتبرون أن «إسرائيل ليست هي الحل بل هي المشكلة». من جهته، نفى مكتب نتانياهو أن يكون الأخير يتعرض لأي ضغوط أميركية.